أصبح انتقاد الطرق الوعرة لا يُحرك ساكناً ، والحديث عن الطرق الرئيسية أو الفرعية المتهالكة في معظم مناطق المملكة لا يصحب نتيجة ، ورغم تعدد المقالات والأخبار عن ما تولَّد من إهمال إنشاء تلك الطرقات من وفيات وإصابات إلا أنه لا حياة لمن تنادي .
في الزمن الماضي القريب تناقلت وسائل الإعلام وفاة سبعة أفراد من عائلة واحدة على أثر حادث مروري بسبب سوء الطريق وكثرة تصدعاته ، ولم نجد حلاً جذرياً لتلك المشكلة التي تعاني منها معظم مناطق المملكة ، فاليوم لا تكاد تخلو عائلة من فقدها أحد أفرادها بسبب الإهمال في إنشاء طريق أو تعاقد مع شركة خاصة لا تبالي بالجودة بكثر مبالاتها بالمال أو بسوء الرقابة الإدارية من قبل الجهة المسؤولة حين استلامها للمشروع .
وقد أصبحت مأساة الطرق من المآسي المعتاد على سماعها ، وفي الوقت الذي ننتظر حلولاً لتلك المآسي ، نجد أن الطرق قد أرتوت من دماء سالكين ذاك الطريق ، فإذا ما خلف سوء الطريق حادثاً نتج عنه وفاة ، لن يخلف أقل من إصابة أحد عابريه بإصابة خطيرة أو ما دونها .
كما أننا لا نحصر سبب الحوادث المرورية في إهمال تكوين تلك الطرق ،إلا أننا نجزم بأن الطرق الوعرة مهما كانت بسيطة في جودتها إلا أنها قد تكون سبباً للحوادث المرورية، ورغم كثافة المشاريع الإصلاحية "التحويلات" على الطرق إلا أننا لم نجد حلّا بعد ، فقد يتّمت الطرق الوعرة كثير من الأطفال وأرملت الأكثر من النساء ، وخطفت أرواح غالية علينا من الأقارب أو الأحبة .
وختاما كل ما نود معرفته إلى متى ستبقى تلك المآسي الناتجة عن إهمال تكوين الطرق ؟