استيقظ الشاب ضيف الله مبكرا ، صلى الفجر داعيا ربه أن يكلل يومه بالنجاح.
ومع بزوغ الشمس توجه إلى فندق شيراتون بالرياض ليس كنزيل، ولكن ليخوض اختبارا هاما للحصول على تدريب منتهي بالتوظيف في شركة كيماويات..
رغم إن ضيف الله كان طالبا في الجامعة صباحا وموظف بدوام جزئي في إحدى الإدارات مساء براتب لايتجاوز الألف ريال، ( بالإضافة لعمله في مركز دعوة الجالبات) إلا أنه كان يسعى جاهدا للحصول على وظيفة تمكنه من تخفيف الأعباء عن والده واستلام راية المسؤولية منه وعنه، باعتباره الابن الوحيد بين سبع أخوات..
عندما استلم ورقة الاختبار تداعت إلى ذاكرته أيام مضت من العناء مع الدراسة ابتداء من جدول الضرب بالابتدائية إلى اللغة الانجليزية في الثانوية مما يجعله يتخرج متأخرا عن أقرانه..
كل ذلك سيكون من الماضي إذا أجتاز هذه الورقة ، كان الاختبار شاملا لجميع المواد وأجاب عنها قبل أن يصطدم بأسئلة اللغة الانجليزية ، لكنه تفاجأ بمراقب الاختبار يربت على كتفه ويعده بأن يكون أحد موظفي الشركة قريبا..
شعر ضيف الله بأنسام الغد تداعب أحلامه البعيدة، وكلمات المراقب وابتسامته ترش على انتظاره قطرات باردة من الأمل..
مرت عدة أسابيع قبل أن يتلقى اتصالا يبشره بقبوله المبدئي ويدعوه للسفر إلى مقر الشركة في الجبيل لإجراء المقابلة الشخصية، وهكذا كان..
وجه أحد أعضاء لجنة المقابلة سؤالا له يتعلق بعمله في مركز دعوة الجاليات وعندما شرع في الإجابة لاحظ أن هذا العضو هو نفسه الذي دعمه في اختبار الفندق!!
كانت تلك من المبشرات التي تفاءل بها في بداية مشواره الوظيفي، لكن حديث المسؤول عن ملفات القبول كان بمثابة تحد جديد:
حيث وجه كلمات صارمة لجموع الشباب المتقدمين للوظيفة قائلا:
بكل صدق أخبركم أن الدورة ستكون شاقة أما العمل بعدها فسيكون أكثر مشقة!! لذلك على من لايرى في نفسه القدرة على تحمل مصاعبها تحويل ملفه للأعمال الإدارية التي لا نعلم متى ستعلن قبولها..
كادت تلك الكلمات - مع رهبة المصنع الذي كان يشاهده لأول مرة في حياته- كادت أن تزعزع ثقة الشاب وتزرع في نفسه الشك.. لكنه قرر أن يتجاهل كل شيء ، وتذكر فقط أن هذه هي الفرصة المناسبة لتحقيق تطلعاته بإعالة أسرته وحمل المسؤولية عن والده الذي يعمل في القطاع العسكري..
فاقتحم الدورة التي امتدت لتسعة أشهر ثم حصل بعدها على دورة أخرى أهلته للعمل في المصنع بكل كفاءة واقتدار، متغلبا على تحدي اللغة الانجليزية الذي كان نقطة ضعف، حيث أصبح يتحدثها بها بكل طلاقة..ثم أثبت جدارته في العمل لتأتيه عدة عروض مغرية من شركات عدة ، لكن شركته تمسكت به ومنحته مزايا إضافية، وقبل ذلك جاءته فرصة ذهبية عندما تم ترشيحه للابتعاث خارج المملكة لكنه تخلى عن تلك الفرصة الكبيرة إكراما لوالديه اللذين وجدا صعوبة في السماح لولدهما الوحيد بالابتعاد عنهما..فأكرمه الله عز وجل بالفرصة تلو الأخرى ، حيث شرح للمهندس خالد باحمدان تعلق والديه به وابتعاده القسري عنهم بسبب العمل فتعاطف معه أو معهما ويسر له النقل إلى مركز الأبحاث بمدينة الرياض بجوار والديه لتقر عينا والديه به..
كان الشاب يميل للتفرغ للوظيفة والاكتفاء بها، لكن صفقة أجهزة حواسيب غيرت تفكيره بالكامل، حيث تشارك مع زميل له في بيع تلك الأجهزة على طلاب جامعة الملك سعود بالأقساط ، وذاق طعم الربح من التجارة، فأدرك أن هذا الباب واسع ويحتاج لاقتحامه بكل ثبات ، فبدأ بمشاريعه الخاصة التي طبق فيها الخطط التسويقية ودراسة الجدوى وبدأت تؤتي ثمارها عاما بعد عام ..
يمتلك ضيف الله الزهراني اليوم مؤسسة نكهة القهوة الرائدة ومطعم لفة عنب ويتخصص في تأسيس وتشغيل المقاهي والمطاعم، بعد أن أكمل دراسته الجامعية بعد ذلك وحصل على دبلوم في الإرشاد الأسري ليستفيد منه في رعاية أسرته الجميلة ،محفوفا بدعواتها التي ترقب نجاحه بفخر وحبور..
- 2024/05/20 “البيئة” تحتفل باليوم العالمي للنحل وتُعلن عن إنتاج المملكة (5) آلاف طن سنويًا من العسل
- 2024/05/20 أمانة العاصمة المقدسة تستقبل أكثر من (44) ألف بلاغ عبر قنواتها المتعددة
- 2024/05/20 وزير “البيئة”: المملكة قدمت تجربة عالمية رائدة أسهمت في وضع قضايا المياه على رأس الأجندة الدولية
- 2024/05/20 ريف السعودية” يحتفي باليوم العالمي للنحل بإنجازات بارزة في دعم قطاع العسل بالمملكة
- 2024/05/20 “العامري” بين اِسْتعْراض المنجزات، ونتاج موهوبي ثانويات مكتب تَّعليم حلي
- 2024/05/20 “الراجحي” يَصدُر قرارًا بتعديل تَنظِيم العمل اَلمَرِن
- 2024/05/20 اختتام المعرض الدولي للتطوير والدعم التعليمي “جيدس”
- 2024/05/19 وزير “البيئة” يعقد اجتماعات ثنائية على هامش المنتدى العالمي العاشر للمياه في إندونيسيا
- 2024/05/18 جورج قلته يترشح لجائزة أفضل موسيقى تصويرية في مهرجان أفلام السعودية
- 2024/05/17 التعليم أثر متسارع في النمو الاقتصادي وتعزيز جودة الحياة
المقالات > أملٌ في الشراتون
فاطمة السهيمي
أملٌ في الشراتون
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://hobasha.com/articles/229770/