صراع كبير في مقدمة الدوري لم يعد منحصراً على فريقين فقط كأعوام مضت، بل بدأ الاتحاد والشباب والنصر يزاحمان دفعةً واحدة فريق المنصة الثابت (الهلال)، من خلال المناورة معه على الصدارة، وإزاحته مؤقتاً لمركز رابع لا يليق به.
وفي ظل استقطابات شتوية على رأسها حمدالله، فإن الاتحاد بات قاب قوسين أو أدنى من تحقيق اللقب، رغم تيقنهم بأن المنافسين هذه المرة يركضون خلفهم وأعينهم على المنصة، ولا يوجد في مخيلتهم سوى كأس البطولة.
تنافس شريف بدعم حكومي متزن، ودعم (شرفي) متفاوت من فريق لآخر، على حسب الحب والثراء، ولكن الملايين وحدها لا تكفي لجلب البطولات، ما لم تمتلك الأندية (إدارات) تجيد التحكم بهذه الأموال باحترافية، وإلا فإن مصيرها مصير النصر في نسختين آسيويتين أخيرتين، ضخ فيهما ميزانيات لا تقدر بثمن، لكنه بالنهاية ترك المنصة لشقيقه الهلال، الذي حققها بفكرٍ أكبر وبمال أقل (منهم).
منطق كرة القدم، والواقع بالأرقام، يؤكدان أن دورينا لم يصل بعد لمنعطفه الأخير، لذا ما زالت الفرص متاحة للأربعة المتصدرة قمة الترتيب أن تضاعف جهدها وتزيد من إمكانياتها لخطف لقبٍ قد يكون هو الأصعب منذ سنوات.
صدارة الاتحاد للدوري ـ آنياً ـ جعلت أكثر المحللين ينصبونه مبكراً ملكاً لعرش البطولة، خاصةً إذا ما علمنا بأن حمدالله إضافة فنية ذات قيمة عالية، مع (دفاعٍ) يقوده حجازي، والبرازيلي يحرسه من خلفه، لكن من يعرف الهلال ونفسه الطويل، والبلطان وبانيقا، وكذلك النصر الذي ضحى بحمدالله لعيون استقرار غرفة ملابسه ومعسكراته، فإنه يدرك أن المناديل لم تسلّم بعد.
أما قاع الترتيب فمؤلم أن تجد فريقاً مثل الأهلي يترنّح حول حماه، والأشد ألماً بأن بعض جماهيره ما زالت تعيش تحت وطأة التفكير بنظرية (المؤامرة)، والتي أعطت عذراً لبعض نجومهم لمحاولة اللعب بتاريخ الكيان دون اكتراث.
في قلب العاصمة وبعيداً عن دورينا، لم تكن فرحة النادي (الملكي) عادية وهو يتوّج بالذهب في استاد الملك فهد، فقد بدأ الفريق وكأنه يعانق الأمجاد لأول مرة، ويلامس كؤوس البطولات للمرة الأخيرة، رغم ما عُرف عنه من زعامة محلية وعالمية جعلت منه محط أنظار كل الرياضيين بالعالم، لكن الفرحة الأكبر ـ من ذلك ـ كانت لنا كسعوديين، فبفضل رؤية سيدي ولي العهد أصبحت ملاعبنا قبلة لأفئدة عشاق كرة القدم، من خلال بطولات عالمية، واستضافات قارية بدأت وما زالت تتمدّد نحو مزيد من الإبداعات ولي الأعناق باتجاه بلد الحب والسلام وحضارة الإنسان والمكان.
توقيعي:
سلامات وطهور إن شاء الله للأخ الكبير والإعلامي الخبير الأستاذ أحمد الشمراني، الذي تعرض بالأمس لوعكةٍ صحية، ومن هنا نطمئن المحبين في كل مكان بأنها أزمة وعدت بحمدالله وفضله، وقريباً سنقول (العود أحمد لأحمد).