شدد المستشار في الديوان الملكي، سعود القحطاني، على أن الجهات المعنية تتخذ خطوات قانونية ضد شبكة قنوات beIN SPORTS بسبب إقحام السياسة في الرياضة، وتقدمت بشكوى إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، بعد مباراة السعودية وروسيا في افتتاح كأس العالم.
وأضاف المستشار القحطاني في تصريحات خاصة إلى CNN أن القناة القطرية مارست تجاوزات هائلة ضد المملكة وضد الشعب السعودي، مشددًا في الوقت نفسه على تقديره للشعب القطري، لأنه ضحية للنظام القطري الحاكم.
وجاء في نص الأسئلة والإجابات:
تقدمتم بشكوى إلى “الفيفا” ضد شبكة قنوات “beIN SPORTS”، ماذا تتوقعون من الاتحاد الدولي؟ وما هي خطوتكم التالية إذا لم يكن الرد مرضيًا لكم؟
دعني أؤكد بداية أن الجهات المسؤولة في المملكة ترصد جميع الاتهامات التي تُطلق ضد السعودية وستتخذ الإجراءات القانونية مع من يثيرها أو يروج لها بما يحفظ حقوق المملكة، كما أن قنوات “beIN SPORTS” لم تحصل على ترخيص مزاولة البث أو تقديم الخدمة في السعودية وفق الإجراءات المتبعة، ورغم ذلك مارست القناة القطرية تجاوزات هائلة ضد بلادي وضد الشعب السعودي، حيث أقحمت قنوات beIN SPORTS السياسة في الرياضة بشكل سيئ، كما فعلت في أعقاب مباراة السعودية وروسيا في افتتاح كأس العالم من خلال تسييس المنافسات الرياضية التي تحتكر نقلها.
وفي تقديري أن الكرة في ملعب “الفيفا” والاتحادات العالمية ومنظمي المسابقات الدولية، فالاحتكار القطري أصبح كارثة لمتابعي كرة القدم، ونحن هنا نطالب بالتدخل لكسر الاحتكار الذي تقوم به “beIN SPORTS” حتى لا تتفاقم مشاكل النقل التلفزيوني أكثر، كما نطالب بتفعيل المواثيق الأولمبية بعدم استغلال المنافسات الرياضية لتمرير أجندتها السياسية، حيث تسبب ذلك في غضب كبير بين المواطنين السعوديين وأشقائهم العرب الذين لم يرغبوا في أن يكون هناك ربط للخلافات السياسية في أروقة الرياضة، وهو ما أفضى إلى تبني مجموعة من المشاهير العرب مبادرة “سياسة بلا رياضة” على الرابط http://sports4everyone.org، وصل عدد المصوتين في المبادرة نحو 115 ألف صوت حتى الآن، ولعلي أنوه إلى أن هذا الموقع الإلكتروني يحتوي على أمثلة متعددة لإقحام القناة القطرية للسياسة بالرياضة منذ بدء المقاطعة وأثنائها حتى مباراة روسيا والسعودية الافتتاحية لنهائيات كأس العالم 2018.
وحسب علمي أن الاتحاد السعودي لكرة القدم وجهات أخرى في المملكة أحالت ملف انتهاكات beIN SPORTS عقب مباراة الافتتاح إلى خبراء قانونيين ومكاتب محاماة دولية لاتخاذ الإجراءات القانونية ضدها ومن يقف وراءها، حيث تقدم الاتحاد السعودي بشكوى للفيفا ضد انتهاكات قنوات beIN SPORTS ضد المملكة وقيادتها وإقحام ملفات سياسية عقب مباراة الافتتاح، وطالب الاتحاد السعودي من “فيفا” أن يقوم بدوره باتخاذ إجراءات صارمة ضد حكومة قطر المالكة لقنوات beIN SPORTS.
صرحت بأن السعودية تواجه قرصنة Beoutq وتنفي أن تكون الشبكة مدعومة من السعودية، لماذا لا تمنع المملكة بث Beoutq على عرب سات؟
أولا من قال إن البث “المقرصن” هو من عربسات؟ وهل طريقة القرصنة التي تمت معروفة أصلًا؟ لم أقرأ من ناحيتي إلا اتهامات مرسلة بهذا الصدد. وعلى كل حال فهذا السؤال يوجه لعربسات وليس لي.
وبكل الأحوال فأنت تطالب بسؤالك السعودية بإجراء ليس من صلاحيتها، بقدر ما هو من صلاحية مؤسسة “عربسات” التابعة للجامعة العربية، والمكونة من 22 دولة عربية، والسعودية، وقطر، من أعضاء هذه المنظمة.
ولكن أسمح لي أن أوضح لك أن المملكة تقوم بإجراءات صارمة للحد من القرصنة بكافة صورها، فالمملكة تحترم مسألة حماية الحقوق الفكرية وتلتزم بالاتفاقيات الدولية في هذا الخصوص، كما أن المملكة عرف عنها أنها لا تسمح بالقرصنة ولا تتسامح معها إطلاقاً، ولعلي أضيف أن مشكلة القرصنة مشكلة دولية فهناك عدد من الدول الأخرى قامت بإجراءات مماثلة وصادرت أجهزة قرصنة كالكويت وعمان، ولا ينبغي أن ننسى أن هناك مشاكل مشابهة في عدد من الدول الآسيوية والأوروبية أيضاً، هذه مجرد أمثلة، بل إن هناك مقاطع منتشرة توضح انتشار قناة Beoutq في الدوحة نفسها وتبث علانية في الأماكن العامة.
هل هناك خطط لإطلاق شبكة قنوات سعودية رياضية تنافس “beIN SPORTS” في الحصول على حقوق بث مباريات البطولات الكبرى؟
في حقيقة الأمر تعودنا في السعودية ألا نبني قراراتنا كردود فعل على ما يفعله الآخرون، ما يهمنا حاليًا ونركز عليه أن يتم منح حقوق بث المنافسات الرياضية العالمية بشكل عادل بما يضمن عدم استغلال أي دولة لاحتكارها لنقل المباريات بما يمرر أجندتها السياسية على حساب المواثيق الأولمبية، وهو ما تفعله قطر بتجييش مذيعي وضيوف قنوات beIN SPORTS لمهاجمة خصومها سياسياً والإساءة لدول تختلف معها، وهو ما ستستمر دول العالم في التصدي له، وسلاحنا القانون وأنظمة الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”.
البعض يعتقد أن التغريدات التي تطلقها عبر وسم “فاضي بطقطق” قد تكون مسيئة للشعب القطري وليس للمسؤولين القطريين فقط، ما هو ردكم على ذلك؟
أعتقد أنني كنت صريحاً منذ اليوم الأول لأزمة مقاطعة قطر وكررتها كثيراً، بأن تغريداتي دائماً موجهة لنظام في تقديري هو خلف الكارثة التي وصلتها قطر حالياً، في حين أن الشعب القطري هو ضحية لهذا النظام وربما يعاني أكثر من غيره.
موقفي واضح بأن خصمي هو النظام القطري الذي تآمر على بلادي ودعم الإرهاب بما تسبب بالضرر البالغ على دول المنطقة. وأما الشعب القطري فبينه وبين الشعب السعودي قربى ونسب وصداقة وعلاقة وثيقة. ولي أقرباء وأصدقاء كثيرون في قطر.
يرى البعض أن تصريحاتك ضد قطر هي الأكثر حدة بين المسؤولين السعوديين، لماذا تعتمد هذا الأسلوب الخطابي؟ وكيف تستقبل ردود الفعل القطرية على تصريحاتك؟
غريب أن ننسى ما ارتكبه النظام القطري من تآمر وسعي لاغتيالات سياسية وتمويل جماعات إرهابية والكثير من الكبائر في عالم السياسة، ثم ننظر فقط لتغريدات أعبر فيها عن رأيي بحسابي الشخصي والذي أوضحت مرارًا أنه لا يمثل وجهة نظر رسمية!
ولعلي أعيدها هنا: نعم تصريحاتي ومواقفي حادة جداً ضد النظام القطري وستستمر في ذلك، فموقفي المعادي لسياساتهم الإعلامية والسياسية يعود أساساً إلى عام 2011، ثم زاد تحميلي المسؤولية من قبلهم إثر موقفي الصريح من سلوكياتهم الداعمة للتطرف والإرهاب في أعقاب المقاطعة في يونيو من العام الماضي 2017، وقد أتبعت ذلك بالكشف عن حقائق موثقة عبر حسابي الشخصي “غير الرسمي” في موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” عن تآمر النظام القطري ضد السعودية وباقي الدول العربية ووقائع أخرى، والحقيقة أنهم لم يتمكنوا حتى الآن من إنكار أيٍّ من الحقائق التي كشفتها، وأنا أحدثهم في تويتر باللغة التي يفهمونها وأعتقد أن هذه أخف لغة للتعامل معهم.
وبالمناسبة أنا لست مسؤولًا عن ملف قطر إلا كمتابع وراصد وليس لي علاقة أو صفة رسمية بهذا الملف وما أقوله يعبر عن وجهة نظري الشخصية كمواطن سعودي وأما المسؤول الرئيسي عن الملف القطري كاملًا فهو زميل كريم في وزارة الخارجية.