قالت مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية إن الجيش التركي أصبح أداةً سياسيةً للرئيس رجب طيب أردوغان.
وأشارت المجلة إلى أن عملية قنديل التي بدأها الجيش التركي في أوائل يونيو هي أيضًا عرض درامي لكيفية قيام أردوغان بتحويل ثاني أكبر جيش في حلف شمال الأطلنطي إلى أداة لطموحاته السياسية.
وتابعت: “في ليلة 11 يونيو، قام الجيش التركي بضربات جوية ضد 11 هدفًا على الأقل في قواعد حزب العمال الكردستاني في جبال قنديل”.
وأضافت: “أردوغان، الذي غض الطرف عن معسكرات حزب العمال الكردستاني في جبال قنديل لسنوات، يقدم الآن عرضًا لمهاجمته. المشكلة هي أن حزب العمال الكردستاني لم يعد هناك.. ليس هناك الكثير الذي يمكن لتركيا أن تكسبه عسكريًّا من خلال قصف الجبال القاحلة، لكن هناك الكثير الذي يمكن لأردوغان كسبه سياسيًّا من خلال شن حرب تشتت الانتباه”.
وأردفت المجلة: “يعلم أردوغان أنه لكي يفوز بالانتخابات، يجب أن يغير حسابات الجمهور”، مشيرةً إلى أنه إذا استطاع أن يضع الأمن في أولوية أذهان الناخبين، سيعوض الناخبين الذين يخسرهم في مواجهة المعارضة لأسباب اقتصادية.
ونوهت بأن عملية “قنديل” تستهدف إحباط الحزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد الذي يهدد أردوغان بخسارة أغلبيته في البرلمان، بل وبإطاحته من الرئاسة.
وأشارت إلى أن “أردوغان” استخدم هذه الحيلة من قبل في يونيو 2015؛ حيث ساعده انهيار الهدنة مع حزب العمال الكردستاني على تحقيق فوز سهل في انتخابات إعادة الانتخابات التي أجريت بعد 5 أشهر.
وفي يوليو 2016، بعد الانقلاب الفاشل، سحب أردوغان نفسه من واحدة من أسوأ الأزمات في حياته السياسية برحلة عسكرية إلى داخل سوريا، فيما سميت بعملية درع الفرات.
وفي يناير 2017، قبل 3 أشهر من الاستفتاء الرئاسي، استخدم “أردوغان” الحيلة نفسها بالاستيلاء على مدينة الباب السورية.
ومضت المجلة الأمريكية بقولها: “وهو الآن، يفعل ذلك مرة أخرى. توقيت عملية قنديل وتنفيذها يبدو كأنها تم تحديدها وفق الحسابات السياسية لأردوغان أكثر من كونها ضرورة عسكرية”.
وتابعت: “بالنظر إلى الجهود التي بذلها أردوغان منذ فترة طويلة للسيطرة على الجيش، فإن أيًّا من ذلك لن يكون مفاجئًا”.
ومضت تقول: “ابتداءً من أواخر عام 2000، بدأت تركيا حملة تطهير جماعي بمحاكمتي (إيرجينيكون) و(باليوز)، التي اتهم فيهما تحالفًا من كبار الضباط العسكريين العلمانيين بالتآمر على الإطاحة بالحكومة المنتخبة في البلاد”.
وأضافت: “كما سمح أردوغان للضباط الإسلاميين بالصراع مع العلمانيين للسيطرة على الجيش التركي، وفازوا. ثم انقلب بعضهم على بعض، ليبقى أردوغان على القمة”.
وأردفت “الآن، العسكريون مدينون بالكامل لأردوغان، لدرجة أن كبار قادتهم يديرون مهماته السياسية، كما كان الحال في الشهر الماضي عندما استدعى رئيس الأركان العامة (خلوصي أكار) للتحدث مع الرئيس السابق عبدالله جول عن احتمال ترشحه في الانتخابات”.
وتابعت: “قبل بضعة أسابيع فقط، أثار جنرال آخر جدلًا بعد أن تم تصويره في تجمع حاشد شارك فيه بالتصفيق”.
ومضت تقول: “مع تسييس جهاز الأمن القومي التركي، يصعب على أي جنرال اتخاذ قرارات تستند إلى الحقائق وحسابات ساحة المعركة فقط. لا يمكن لأي جنرال الحكم على ما هو أفضل لتركيا دون النظر أيضًا فيما هو الأفضل لأردوغان، إلا إذا كانوا يبحثون عن تقاعد مبكر”.
واختتمت المجلة بقولها: “هذا هو السبب في أن الجيش يسير جنبًا إلى جنب مع خطط أردوغان”.