أطلقت “الجمعية السعودية لطب العيون” تحذيرھا من مخاطر ارتفاع درجات الحرارة الذي تشھده المنطقة ھذا الصيف لمستويات عالية وتأثيرھا على صحة العيون، وحذرت من التعرض لدرجات الحرارة العالية ولأشعة الشمس بشكل مباشر مما يقود إلى مشاكل عديدة منھا الإصابة بجفاف أو حساسية في العين ويمكن تعويض ذلك بمرطبات للعين يطلق عليھا بديل للدموع أو الدموع الصناعية، بشرط أن لا تحتوي على مضادات أو مواد تؤثر على العين.
وأوضح ممثل الجمعية السعودية لطب العيون في منطقة عسير استشاري طب العيون بمستشفى القوات المسلحة بخميس مشيط الدكتور عبدالعزيز عبدالله آل ضبعان، خطر تأثيرات أشعة الشمس على العين، ومنھا أن جسم الإنسان يستقبل أشعة الشمس عن طريق الجلد والعينين، ومع أن ھناك فوائد للتعرض لأشعة الشمس منھا تكوين فيتامين (د) في الجلد وتكوين الرؤية في العينين، إلا إن لھا أضرارا من أخطرھا سرطان الجلد وتعتم عدسة العين ، وھذا إثر التعرض الطويل للشمس.
وأبان أن كثرة التعرض لأشعة الشمس تسبب مشاكل للعيون منھا: ظفرة العين وھي تغيرات في أنسجة الملتحمة تنتج من كثرة التعرض لأشعة فوق البنفسجية وھي تضايق المريض من حيث الاحمرار الدائم وأحيانا تتقدم فتؤثر على القرنية والنظر, كما تسبب في تكوين ما يسمى بمرض الساد Cataract أو عتامة بعدسة العين وھذا يبدأ بشكل قليل ويزداد تدريجيا مع الزمن مع طول التعرض للشمس، إضافة إلى مرض “الضمور الشبكي البقعي”، الذي ينشأ من تأثير أشعة الشمس على العين مما قد يصيب مركز البصر في الشبكية نتيجة النظر مباشرة إلى قرص الشمس.
وأفاد الدكتور الضبعان أن الأبحاث أثبتت أن طول التعرض للأشعة فوق البنفسجية يكون عاملا مساعدا لتكوين ما يسمى بالضمور البقعي ARMD لدى كبار السن ، مشيرا إلى أن الشكوى من أعراض “جفاف العين” تزداد مع قدوم الصيف وذلك نتيجة للجو الحار و الجاف في الصيف، وتكون أعراضھا الحرقان وإحساس بوجود مثل الأجسام الغريبة في العين و احمرار وحكة وأحيانا دمع غير مستقر على العين مع إفرازات بيضاء خفيفة توجد في زوايا العينين،
وقدم بعض نصائح للمحافظة على العيون مع قدوم الصيف منھا: تجنب التعرض لأشعة الشمس لكون نسبة من الأشعة فوق البنفسجية موجودة في الفترة ما بين الساعة العاشرة صباحاً وحتى الثالثة عصراً، لذلك على الشخص تجنب التعرض لھا خلال ھذه الفترة بقدر المستطاع، واستخدام النظارات الشمسية الجيدة الصنع وليست بالضرورة أن تكون غالية الثمن، فلابد من توفر فيھا شروط ومنھا فلترة الأشعة فوق البنفسجية بغالب %100 حتى تحمي العين من أضرار ھذه الأشعة، وكذلك يجب أن تكون عدساتھا عريضة وتغطي كل جوانب العينين حتى لا تنفذ الأشعة من أطراف العدسات إلى العينين, ثم عدم التعرض مباشرة للھواء الجاف والحار لأن ذلك يزيد من الجفاف وخصوصا إذا كان الإنسان مسافرا بالسيارة على الطرق الطويلة ، كما الأشخاص الذين يعانون من جفاف العيون لابد من استخدام القطرات المرطبة التعويضية للدمع بقدر الحاجة وكما يقرره الطبيب المختص.
وبالنسبة لمستخدمي “العدسات اللاصقة” عليھم الحذر من نسبة الجفاف في العيون مسبقا ومع دخول فصل الصيف الحار قد تزداد المشكلة فليلا فعليھم استخدام القطرات المرطبة الخالية من المواد الحافظة ، كذلك يجب تنظيف العدسات يوميا وإعطاء العين فترات راحة من ھذه العدسات في كل يوم وخصوصا عند النوم.
ولفتت الجمعية في نشرتھا الصحية، إلى أن الكثير من الشباب يتساءل عن أفضل إجراء عمليات تقويم البصر “الليزك أو الليزر” في فصل الصيف الحار أم في الفصول الباردة، مفيدة أن المريض قد يحس بجفاف في العينين بعد إجراء مثل ھذه العمليات ويحتاج إلى قطرات مرطبة لمدة طويلة وعليه فإن في فصل الصيف الحار والجاف قد تزداد نسبة الجفاف لكن مع استخدام العلاج والإرشادات المناسبة حيث تكون العطلة الصيفية مناسبة لھم, وتكون الخيارات متساوية خصوصا أن أكثر الطلاب لا يجدون فرصة لإجراء مثل ھذه العمليات إلا في فصل الصيف .
كما أوضحت الجمعية أنه من الملاحظ أن نسبة المرضى الذين يحصل لھم تقرحات القرنية الجرثومية تزداد في فصل الصيف وذلك لعوامل عدة منھا أن أكثرھم من كبار السن ولديھم التھابات ومشاكل في الجفون مزمنة مع جفاف ونقص في الدموع شديد ، فيكون فصل الصيف أحيانا عاملا مساعدا لتكون بقع جافة على سطح القرنية ومن ثم خدوش قد يحصل فيھا التھابات وتقرحات ولذا ينصح لمثل ھؤلاء المرضى باستخدام القطرات والمراھم المرطبة بشكل مكثف مع مرجعة الطبيب عند الإحساس بأي التھابات أو احمرار في العينين.