برعاية خادم الحرمين الشريفين ”الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود” تكرم مؤسسة الملك فيصل الخيرية مساء غد في حفلها السنوي لـ”جائزة الملك فيصل العالمية للعام 1437هـ/ 2016″؛ ثماني شخصيات عربية وعالمية، لإنجازاتهم الفكرية والعلمية، وذلك في قاعة الأمير سلطان الكبرى بفندق الفيصلية في الرياض.
وأوضح الأمين العام للجائزة “الدكتور عبدالعزيز السبيل”؛ أن لجان الاختيار قررت منح جائزة الملك فيصل العالمية لثماني فائزين في فروعها الخمسة: خدمة الإسلام، والدراسات الإسلامية، واللغة العربية وآدابها، والعلوم، والطب.
وأعرب نائب أمين عام مؤسسة الملك فيصل الخيرية “الأمير بندر بن سعود بن خالد” عن امتنان المؤسسة والجائزة لخادم الحرمين الشريفين “الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود”- أيده الله- على تشريفه وتكريمه للجائزة والعلماء الفائزين الذين يمثلون عدداً من دول العالم، مشيراً إلى أن الجائزة تتخذ من التميز استحقاقاً دون الالتفات لاعتبارات العرق والجنس والدين والسياسة.
ويتضمن حفل التكريم كلمة لمستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة رئيس هيئة الجائزة “الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز”، ثم يقدم أمين عام الجائزة “الدكتور عبد العزيز السبيل” أسماء الفائزين، وستعرض على الحضور أفلام قصيرة عن كل فائز، تسبق إلقاءه كلمته.
عقب ذلك سيتم تكريم الأمين العام السابق لجائزة الملك فيصل العالمية “الدكتور عبد الله العثيمين” الذي أمضى قرابة عشرين عاماً في خدمة الجائزة.
وفاز بجائزة العام في فرع “خدمة الإسلام”: المستشار بالديوان الملكي عضو هيئة كبار العلماء إمام وخطيب المسجد الحرام رئيس مجمع الفقه الإسلامي الدولي بجدة “الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد”، “سعودي”؛ لقاء دوره في مجمع الفقه الإسلامي الدولي.
ونال رئيس مركز البحوث والدراسات الكويتية “الأستاذ الدكتور عبدالله بن يوسف الغنيم”، جائزة “الدراسات الإسلامية”، فيما فاز بجائزة “اللغة العربية والأدب” مناصفة كل من: “الدكتور محمد عبدالمطلب”، “مصري”؛ نظير إنجازاته في مجال التحليل التطبيقي للنصوص الشعرية، و”الدكتور محمد مفتاح”، “مغربي”؛ تقديراً لجهوده العلمية المميزة في تحليل النص الشعري العربي.
وفي مجال الطب فاز بالجائزة مناصفة كل من: أستاذ الوراثة الطبية رئيس قسم الوراثة البشرية في المركز الطبي لجامعة راتبوات في نايميجان رئيس قسم الوراثة الإكلينيكية في المركز الطبي لجامعة ماسترخت “الدكتور هان جريت برونر”، “هولندي”، وأستاذ تطبيقات الجينوم في مركز نايميجان الطبي لجامعة راتبوات والمركز الطبي لجامعة ماسترخت “الدكتور يورس فلتمان”، “هولندي”.
ومنحت جائزة “العلوم- علم الحياة – البيولوجيا” مناصفة لكل من: “الدكتور فامسي كريشنا موثا”، “الولايات المتحدة”، و”الدكتور ستيفن فيليب جاكسون”، “المملكة المتحدة”.
وأكد عدد من الفائزين بجائزة الملك فيصل العالمية 2016م عن أن قيمة ومكانة الجائزة عالمياً تجعل الفوز بها بجدارة مصدر فخر للجميع، وأمنية لجميع الباحثين والعلماء، وخاصة أن جميع الفائزين بجوائزها على مدى قرابة نصف قرن هم من كبار الباحثين في مجالاتهم على المستوى العالمي.
وقال “الدكتور الشيخ صالح بن عبد الله بن حميد”: “لقد فوجئت بفوزي بجائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام لهذا العام، وأشكر القائمين على الجائزة لحسن ظنهم بي، فالجائزة لها عالميتها وحياديتها، ولا يمكنني القول أكثر من: جعلني الله عند حسن ظن المرشحين لي، وأهمية فوزي بها تنبع من أهمية الجائزة”.
وقال “الأستاذ الدكتور محمد مفتاح”: “إن الجائزة موحدة من حيث جمعها بين علوم متنوعة، ومن حيث تعاليها عن عوامل التفرقة بين بني آدم، وعن محددات الزمان والمكان، ومقتضيات الأحوال، وبهذا كله كانت الجائزة سباقة لدعوة ما صار شعاراً مرفوعاً الآن في أصقاع الأرض كافة”.
وعبر “الدكتورعبد الله الغنيم” عن سعادته حين أُبلغ باختياره للحصول على “جائزة الملك فيصل العالمية”، قائلاً: “لقد تضاعفت سعادتي وأحسست بأن إنجازاتي مُقّدرة، وخاصة من هذه المؤسسة العالمية عالية الصيت رفيعة المكانة؛ لحياديتها وموضوعيتها، وإنني لأعبر عن بالغ اعتزازي وفخري بالحصول على هذه الجائزة العالمية الرفيعة”.
ومن جانبه، قال البروفيسور “فامسي موذا”، الفائز المشترك لجائزة الملك فيصل العالمية للعلوم: “يشرفني كثيراً أن أفوز بجائزة الملك فيصل العالمية، وخاصة عندما ألقي نظرة على قائمة الفائزين السابقين، التي تتضمن العديد من العلماء العظماء الذين كانوا مثالاً لي طوال مسيرتي”.
وعبر البروفيسور “ستيف جاكسون” الفائز المشترك بجائزة الملك فيصل العالمية في فئة العلوم؛ عن امتنانه لنيل الجائزة قائلاً: “إنه لشرف عظيم أن أحصل على جائزة الملك فيصل العالمية لعام 2016 عن فئة العلوم، وأود أن أغتنم هذه الفرصة لأشكر كثيرًا من الناس المخلصين والمبتكرين والموهوبين الذين عملوا في مختبري على مر السنين؛ لأن المختبر يفتح آفاقاً جديدة للعلم الذي بدوره قادني لتلقي هذه الجائزة”.
وأشار البروفيسور “هان جريت برونر” إلى أن: “الجائزة تتمتع بمكانة عالمية مرموقة، والفائزون السابقون بهذه الجائزة في فئات العلوم والطب هم من الشخصيات الكبيرة التي نحترم ونتطلع إليهم بعين الإعجاب. إنهم أبطال حقيقيون وعلى مستوى عالٍ جداً في مجال العلوم”.
وأضاف “برونر”: “هذه الجائزة سوف تعطينا فرصة لتجربة أشياء جديدة، ليس في مجال البحث في جينات المادة الوراثية فقط؛ بل أيضاً في الحمض النووي بين الجينات، هذه المادة هي المكون لـ99 في المئة من جميع المادة الوراثية لدينا، فلا يزال هناك الكثير الذي يتعين القيام به”.
وزاد قائلاً: “ما بين العام 1000 و1500م، حقق العالم العربي العديد من التطورات العلمية في مجالات الرياضيات وعلم الفلك، لكن دورهم منذ القرن الثامن عشر كان أكثر تواضعاً. في الوقت الحاضر، من خلال زيادة الاهتمام بالعلم والتعليم، نحن نرى رغبتهم في العودة إلى الواجهة، وجائزة الملك فيصل العالمية تتماشى مع التقاليد العلمية الجليلة”.
وقال البروفيسور “يوريس فيلتمان”: “هناك عدد من الفائزين السابقين الذين نالوا أيضًا جائزة “نوبل”، وإنه لشرف عظيم أن تضاف أسماؤنا إلى هذه القائمة، نحن نشعر بالفخر لقبول هذه الجائزة نيابة عن الفريق بأكمله من الأشخاص الذين عملوا معنا”.
يذكر أن الاحتفال السنوي بتسليم جائزة الملك فيصل العالمية للفائزين بها من أبرز جوانب نشاط مؤسسة الملك فيصل الخيرية التي أقامها، عام ١٣٩٦هـ/١٩٧٦م، أولادُ الملك الراحل “فيصل بن عبد العزيز”- رحمه الله-. وتُعلَن أسماء الفائزين بالجائزة، عادة، في شهر يناير من كل عام، كما يُحتَفل بتسليمها للفائزين خلال شهرين من ذلك الإعلان؛ وذلك في مقر مؤسسة الملك فيصل الخيرية في الرياض.