مباراتان بمسابقتين مختلفتين كادت أن تخنق جماهير الهلال غضبا، رغم أن (أجبنة) لاعبيهم التي لم تجف عرقا بَعدْ من تعب تحقيق أجمل ثلاثية في تاريخ الرياضة السعودية الحديثة.
وخسارات متتالية لجاره بالدوري وقبلها الخروج من بطولتين بالموسم الماضي _ مع الإمكانيات المتاحة له _ إلا أن جماهيره عادت للتغني به مجددا؛ لمجرد فوزين على الرائد والباطن.
ولا نغفل أيضا أن الهلال بفوزه على القادسية كمن تنفّس الصعداء وعاد للركض من جديد، وكأنه يلعب بجولات الحسم الأخيرة.
هكذا هو الحال أيضاً مع أندية الأهلي والاتحاد والشباب والبقية في تعامل الشارع الرياضي مع النتائج وتقييمهم السريع والانفعالي - سلباً وإيجاباً - لمسيرة العمل مما يفقد الإدارات غير المحترفة تركيزها، ويبقى جُلّ همهم إرضاء هؤلاء العاطفيين، لذا تجد تصاريحهم لا تُبارح التحكيم والتشكيك والبكاء والتباكي وكسب العواطف، ظناً بأن تلك المسكنات ستبني لهم مجدا أو ستزيد من أرقام بطولاتهم.
ولن نعمّم ذلك؛ لوجود إدارات مشرقة تبني من أخطائها مشروعا للنجاح، يساعدها على التقدم من جديد، وكأنها كالسهم لا يعود للوراء إلا لينطلق بأقصى وأقوى سرعة لتحقيق أهدافه.
فمثلا في الهلال لم تصدر إدارته بياناً انفعالياً على ماجد الشمراني، ولم تُقل مدرباً خَبَص تشكيلتهم ليلة الوحدة وأعقبها بالفتح التي غادر على إثرها كأس الملك، وإنما صمتوا ليعودوا ليلة القادسية بثلاثية أفرحوا بها المحبين والمنتقدين دون أن يتماشوا مع مطالبهم أو أن يخدعوهم ببياناتٍ ترضي مشجعيهم على حساب جودة أدائهم.
ولعل ما حدث للشباب من هزّة مفاجئة لعشاقه بعد الرتم الفني العالي الذي قدمه بداية الموسم مقروناً بالنتائج الجيدة، تجعل إدارة البلطان على المحك الذي أعتقد بأنه سيتجاوزه بحنكته الإدارية التي وإن صاحبتها بعض الاستفزازات المثيرة والمعتادة إلا أن قراراته وقت الأزمات غالباً ما تكون عقلانية وليست على طريقة ما يطلبه المشجعون.
توقيع:
بقارورة ماءٍ باردة بنفسٍ كريمةٍ طيبة، وبابتسامةٍ راضية ولمدة عامين كان يودعنا يومياً رجل الأعمال الشيخ عطية المناصير ونحن مسافرين للعمل خارج المنطقة، نسأل الله أن يبرّد له بها -وبكافة أعماله الخيرية- قبره رحمه الله.
لا تحتقروا من المعروف شيئاً، فلا يدري أحدنا أي عملٍ يدخله الجنة.
shumrany@