من فضل الله وبذل دولتنا الكريمة أصبحت كل الطرق في أغلب بلادنا الشاسعة، معبدة ومزدوجة للذهاب والإياب، إلا نحن أهالي محافظة العرضيات، فالطريق الساحلي من جدة لجازان مزدوج، ومن مركز المظيلف التابع لمنطقة مكة المكرمة إلى محافظة المخواة التابعة لمنطقة الباحة باتجاه أبها أيضاً مزدوج، المعاناة من محافظة المخواة إلى محافظة المجاردة التابعة لمنطقة عسير حوالى 200 كم مروراً بمحافظة العرضيات.
طريق واحد بدائي عمره أكثر من أربعة عقود لم يحظَ بالتوسعة.
يزف كل أسبوع ضحاياه في حوادث مرعبة يتداخل فيها الحديد بلحوم الضحايا، في الصيف والمواسم كالربيع والأعياد ورمضان يكثر زوار العرضيات فهو طريق تهامة إلى جدة وجازان، لابد أن يكون بتلك الأيام ثكلى، وحزن الفقد قدر أهالي هذه المحافظة.
فجعنا قبل فترة بوفاة والدي الأستاذ علي سلطان السهيمي، رئيس لجنة التنمية بالمحافظة في حادث مأساوي بشع، وكم فقدنا من أصدقائنا، وأحبتنا طوال السنين، ما مر أسبوع لم نعشه بلا مبالغة إلا والموت حاضراً في محافظة من سوء الخدمة لا يوجد بها هلال أحمر إلا بآخر المحافظة!
أنا محدثكم قبل عدة أشهر وردني اتصال في العصر بذلك اليوم الأليم يخبرني صاحبه أن ابنّي ياسر وزياد بالمستشفى لدخول سيارتهما بمؤخرة شاحنة، حين شاهدت ياسر لا يتكلم بالعناية المركزة بمستشفى محافظة المخواة أغمى عليَّ من انخفاض السكر!!
ظللت أنا وأم ياسر ننتحب للصباح وحيدين نخشى فقد ياسر اليوم التالي!
ومات خالي موسى بين أطفاله ذاهباً بهم يشترون ملابس العيد، إنه الموت المدجج، (بالبيروقراطية)!!
إلى متى أهل محافظة العرضيات مشروعاتهم التنموية في الزوايا المنسية من مكاتب بعض المسؤولين، لم يفتتح لدينا مستشفى نمرة بمحافظتنا إلا بعد أن أوصلنا معاناتنا إلى برنامج بدون شك بمحطة الـMBC، هل نطارد الفضائيات لنحصل على احتياجات المحافظة؟!
لماذا مشروعات الطرق المزدوجة حولنا بمنطقتي الباحة وعسير، طرق مفصولة للذهاب والإياب، ونحن نقضي حوائجنا على ثعبان الموت الذي قد يلتهمنا في أي لحظة؟!.
ليكتب معالي وزير النقل أو من ينوب عنه جملة (حوادث العرضيات) باليوتيوب، وسيرى عدد ضحايا أهل المحافظة والمسافرين.. لن أقول إلى متى يستمر هذا الحال؟.. وإنما أقول: تداركونا أرجوكم، فنحن مثلكم مواطنون ننعم في ظل قيادة عادلة رشيدة لن تدخر المال والنفيس لسلامة وراحة مواطنيها!