رحل مانشيني بخراب مالطا في ترتيب منتخبنا السعودي وحظوظه بالتأهل، بينما عاد (رينارد) لإحداث الصدمة، التي أرادها (المسحل) هذه المرة من بوابة تدريب (فرنسية) وليست (وطنية) كما هو متعارف عليه منذ الأزل.
في عودة رينارد ألف علامة استفهام، تبدأ من لحظة مغادرته الأولى حتى موعد عوته، مروراً بما صاحب ذلك من تصريحات وتبريرات، فلربما تكشف الإجابات أن هناك عقبات وتحديات هي من حسمت الأفضلية أن تكون له، أو أنها توضح لنا بما لايدع مجالاً للشك أن هناك خللاً إدارياً في كتيبة المنتخب يحتاج من يصلحه أولاً، قبل أن نفكر بأي أمور فنية أخرى مازالت تدفع كرتنا السعودية (منتخبات و أندية) فواتيرها باهضة بسبب حملات التشويه في بورصة المدربين، لكثرة الإقالات التي صارت ماركة عالمية باسامينا، وتم استغلالها جيداً من المدربين وسماسرتهم، والضحية تراجع ترتيبنا للوراء بشكل لايتلاءم مع ضخ مالي لرياضتنا، التي مازالت تجتهد لأجل المزيد من نجاحات غالباً مايخذلها فيها أرقام المنتخب ونتائجه.
لكن من سيعلّق الجرس، ومن له حق المناقشة والسؤال وتفحيص وتمحيص مايدور بأروقة المنتخب من تراجعات إلا الإعلام؟ لكن، هل (إعلامنا) في أتم جاهزيته لشرف المناقشة؟ وهو من ظهر أكثر رموزه الحاليين بمنتهى التناقض في التعاطي مع الأحداث، فضلاً عن تعصب لانختلف أنه أشعل رياضتنا المحلية إثارةً لكنه بالمقابل ينحر المنتخب من الوريد للوريد، بتلك التناقضات التي تتحكم فيها ألوان الأندية؟.
مجرد أمثلة دون حصر لتلك التناقضات التي أفقدت الشارع الرياضي والمسؤول ثقته ببعض إعلامنا (التأييد لإقالة هرفي رينارد سابقاً، ثم الترحيب به الآن)، (قبول عنتريات مانشيني ثم انتقادها الآن بعد رحيله)، (منح المسحل وسام الإبداع لمجرد تأهل ثم نزعه منه ونهش لحمه الرياضي بمجرد هزيمة دون تقييم موضوعي لعمله في كلا الحالين).
أما خانة التعصب الإعلامي فنكتفي بمثالٍ واحد وهو (سالم الدوسري) و (ركلة جزاء) ضائعة، فهناك من علَق المشانق للاعب وأخرجه من دائرة الموهبة، وأنه نجم من ورق، رغم ماتشهد له الملاعب الخارجية والمحلية من إبداعات متوًجه ببطولات ومنجزات جماعية وفردية للاعب، مع منتخبه وناديه، ولعل أهمها مساهمته في التأهل لكأس العالم بقطر، والتي توجها بهدف بمرمى (ميسي) ورفاقه، وكذلك حصوله على أفضل لاعب بأكبر قارات العالم، فضلاً عن بطولات مع فريقه يصعب حصرها (كماً وكيفاً) ولايمكن لمنتقديه أن يجهلوها إلا إن كان عمداً.
ويقابل ذلك التعصب (مثله)، أن يتم الدفاع عن اللاعب ببسالةٍ دون نقدٍ لعدم اعتذاره عن تنفيذ ركلة جزاء هو أول من يعلم أنه ليس أهلٌ لتنفيذها، بعد أن كرر (الضياع) لأكثر من مرة، وهو المدرك أن خسارة نقاط تلك المباريات قد يضيع وراءه حلم شعب بأكمله، وخاصة وهو يركل الكرة بنفس الزاوية وبمنتهى الخفّة والهدوء دون أي لمحة إبداع وجسارة توازي قوة وجنون الأداء التي يمتلكها مع المنتخب وناديه دون اختلاف، حتى وإن وضعه المتعصبون في قفص الاتهام عنوة.
سيحترم المسؤول رأي الإعلامي حينما يكون مجرداً من التناقضات والتعصب للأندية، ويقول للمحسن أحسنت وللمسيء أسأت، واضعاً مصلحة المنتخب أولاً، وأن اللاعبين جنودٌ لوطن لا يعلو على لونه أيّة لون.
''
بقلمي /
حلمٌ أتاك بيقظتك، لا تنام عنه، فتفقده.