قبل أكثر من ٩٤ عاما من الآن ارتطمت أحلام الشاب الفارس/عبد العزيز بن عبد الرحمن على بصخرة صماء تمثلت في خسارة حلفائه آل الصباح معركة "الصريف" التي كان يعلق عليها آمالا عظاما لاستعادة عاصمة ملك آبائه وأجداده "الرياض"..
"الرياض" اليوم تتثنى فخرا وهي ترقب في شغف الشاب الفارس/محمد بن سلمان وهو يلوي عنق الكوكب باتجاه بقعة واحدة مترامية الأطراف ، عميقة الجذور، سامقة الفروع..ويصافح العالم - كل العالم- والدنيا- كل الدنيا - بكف العزم والحزم والعلم و"الحلم".
"الحلم" الذي تطاير أمام ناظري الملك عبد العزيز عاد ليرتسم مجدا استثنائيا خارقا لقوانين التاريخ الصارمة..حيث انحاز مع مجموعة من رجاله المخلصين في" واحة بيرين" قبل الانقضاض على الرياض وانتزاعها من خصومه بشجاعة لازالت - حتى اللحظة- مضرب "المثل".
"المثل" يقول" من شابه أباه فما ظلم"..أما من شابه جده فقد "حكم"..
"حكم "الملك عبد العزيز المملكة العربية السعودية بلا إله إلا الله محمد رسول الله.. كتاب الله وسنة رسول الله، منهج الله المتزن المتوازن،وترك العالم الذي راهن على استحالة مهمته يترنح من هول "المفاجأة".
"المفاجأة " السارة..المدهشة ..الملهمة ..التي صنعها وجود محمد بن سلمان قائدا للشباب السعودي كانت لحظة مفصلية في تاريخ الوطن..سماهم جبل طويق وسار بهم ، لا جهة الشمس والقمر والنجوم والكواكب فحسب..لكن نحو "المجرات".
"المجرات "التي نظَمْها الملك عبد العزيز في أرجوحة الزمن الممتد الذي تركه وراءه لأبنائه البررة..حتى أمسك بطرفه الحفيد "الشبيه.".
"الشبيه "الذي ماظلم حين شابه في الحزم أباه وفي العزم جده العظيم، وتنبأ له الملك الصالح عبد الله بن عبد العزيز بأنه سيحكم "أرضه".
"أرضه" التي كلما دنت منها أرجوحة المجرات أضاء ثراها ، وكلما تباعدت أنارت "السماء.".
"السماء " التي احتضنت عبر زرقتها أرجوحة المجرات، ف تدلت بين زمنين متباعدين..أحدهما طرفه بيد الجد، والآخر بيد الحفيد،وبينهما رحلة الوطن التي توقظ مآقي الفخر في أدمغة العشاق كلما قررت أن تحتفل بيوم "الوطن".
"الوطن" الذي سماه الملك المؤسس عبد العزيز ذات فجر: المملكة العربية السعودية ، لازال الحفيد المجدد يحمله في روحه..وكلما ضم مشلحه بشموخه الذي ألفته عين العالم،كلما أرسل للدنيا رسالة خضراء مفادها:
أن وطني لا يحلو له أن ينبض إلا بين أضلعي،( أعتقد أن هذا أحد أهم الأسباب الوجيهة لتسمية بعض وكالات الأنباء العالمية ولي العهد :
بالأمير الذي لا "ينام"..)
"ينام" العالم عام ١٣٤٢ من الهجرة الشريفة على تحذيرات بريطانيا للملك عبد العزيز من اقتحام مكة واستعادة ملك الحجاز..
ويستيقظ - العالم نفسه- على مشهد الملك سلمان المهيب وهو يغسل الكعبة،والحفيد يحجز تذكرته الخاصة في قطار الحرمين، الحرمين..وأقصد بهما تلك الرئتين التي تتنفس منهما السعودية هواء القداسة والطهارة و"الشغف".
"الشغف "الذي حرم محمد بن سلمان لذيذ الرقاد،وحمله على نهب الكرة الأرضية بخطواته الواسعة على خريطة العالم..وكأنها إعادة بالحركة السريعة لخطوات جده على رمال الجزيرة العربية على صدى معركة الشنانة والبكيرية وروضة مهنا،وعلى وقع حوافر" منيفة "و"الصويتية"..تحت ظلال "رقبان"..
..
"رقبان" الذي أشهره الجد المؤسس ليحفظ اتزان أرجوحة المجرات قبل أن يصل طرفها لقبضة الحفيد المجدد..فيشهر سيفه الجديد..سيف العلم والنور..والحضارة الجدارة..والسياسة والكياسة..والفطنة في زمن المحنة..والجرأة والشجاعة والنجاعة والبراعة..والفكرة تتلوها الفكرة،خطوة هنا وخطوة هناك، قدم في الأرض وعين في السماء،كف تحكم قبضتها على أرجوحة المجرات حتى تصطف في خيال الكون ..وتشكل خريطة وطن لا يشبه العالم..أصله ثابت وفرعه في السماء...اسمه المملكة العربية السعودية..