تعلمنا أيام الدراسة أن "القدوة" الذي يُحتذى من الشخصيات؛ هو ذلك الشخص الذي يُحاكي أو يمكن أن يُحاكي سلوكه أو مثاله أو نجاحه من قبل الآخرين؛ وخاصة من جيل الشباب؛ تذكرت ذلك التعريف وأنا أتابع عبر منصات التواصل الاجتماعي حفل التكريم الذي اقامته مؤخراً المنظمة الكشفية العربية لنائب المدير الاقليمي ومدير الطرق التربوية بالمنظمة الكشفية العالمية - الاقليم الكشفي العربي- القائد الكشفي رفعت السباعي ، بمناسبة تقاعده عن العمل الوظيفي الرسمي بعد 38 عاماً مليئة بالعطاء على كافة الأصعدة الكشفية محلياً وعربياً وعالمياً؛ والذي تعود معرفتي به إلى ما قبل 27 عاماً تقريباً؛ وكان حينها يشغل مُدير الإعلام والاتصال بالمكتب الكشفي العربي، فكان أحد الشخصيات التي تركت أثراً في حياتي الكشفية ، وساهم بمساعدتي على تخطي واحدة من أهم مراحل حياتي الكشفية وهو التمثيل المشرف لبلادي ؛ وزاد تعلقي به وتواصلي معه الذي لم ينقطع طيلة تلك الأعوام لما وجدته في شخصيته التي تتسم بأجمل وأنبل صفات القدوة الحسنة ومن أهمها الصلاح والعبادة والإخلاص والصبر وحسن الخلق والرحمة والتواضع وعدم مناقضة أفعاله لأقواله ولا أقواله لأفعاله؛ كما وهبه المولى – عز وجل – صفة إنكار الذات ونسيانها وحبه لخدمة الآخرين والعمل ابتغاء مرضات الله أولاً ؛ وخدمة المنتسبين للكشفية في بلاده مصر وفي الوطن العربي الكبير ونفعهم مقتدياً بما ورد عن رسولنا صل الله عليه وسلم "خير الناس أنفعهم للناس"؛ بل أنه يكاد أكثر القيادات الكشفية العربية في عصرنا الحالي التي كانت تمثل مرتكزاً أساسياً في التنمية الكشفية العربية وتطورها المستمر؛ ولا أبالغ ومن معرفتي الشخصية إذا قلت أنه كان أبرز من لعب دوراً حيوياً في تماسك الإقليم الكشفي العربي أمام بعض التحديات التي كان يمكن أن تهز كيانه.
لقد جمعتني به كثير من الأعمال والمناسبات؛ وكان أكثرها المشاركة في مراجعة الدليل الذي قام بإعداده قبل أكثر من عقدين من الزمن تحت عنوان "دليل العلاقات العامة.. الإعلام والنشر بالجمعيات الكشفية العربية" والذي أعتبره في وقتها وقبل أن يظهر ما يعرف اليوم بالإعلام الجديد مرجعاً مهماً لكل القيادات الكشفية الممارسة للاتصال بأنواعه، كما مارس التدريب الكشفي حتى تقاعده؛ وأسهم بشكل كبير جداً في عمل ثورة كشفية تدريبية حيث طور بشكل لافت من التدريب في الإقليم الكشفي العربي بما يتماشى والسياسات العالمية التي تطلقها المنظمة الكشفية العالمية بين حين وآخر، وحقق بشكل واسع الكثير من التقدم الشخصي والمهني لدى الكثير من القيادات الكشفية العربية، بتنمية المعارف وتطوير القدرات الفردية، وتعزيز الكفاءة والإنتاجية حتى أضحت اليوم قيادات تربوية تجيد كل مهارات التدريب الكشفي بإتقان.
أنه باختصار الشخصية التربوية التي إذا قيل الحركة الكشفية " تربوية" فهو ومن خلال معايشتي له التربوي الذي يُقتدى به لما يحمله من صفات ذاتية ومهارات عملية، نشاهد أثرها على الكثير من القيادات الكشفية التي أسهم في تمكينها بتأثيره الإيجابي عليها خاصة إذا ما علمنا وكما علمنا هو شخصياً أن القيادة ترتكز على التأثير والإلهام.
متعك الله سبحانه وتعالى أستاذي بالصحة والعافية والمعافاة الدائمة في الدين والدنيا والآخرة، ووفقك إلى دروب الخير إينما كنت.
مبارك بن عوض الدوسري
@mawdd3