الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا ونبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين ،،،
يمتد بنا زمن العراقة المستمر في أعماق التاريخ إلى أكثر من ثلاثة قرون، حيث أسس الإمام محمد بن سعود – رحمه الله – في عام 1139هـ جذور المجد جبالًا راسخة، خطَّط بحنكته ورؤيته المستقبلية لمسار جديد في تاريخ المنطقة؛ ليخرجها من الصراعات والجهل والشتات إلى عالم الوحدة والتعليم ونشر الثقافة، وتعزيز التواصل بين أفراد المجتمع ، والحفاظ على الأمن؛ فأرسى العمق التاريخي والمكاني لهذا الكيان العظيم (المملكة العربية السعودية) فازدادت مع الأعوام نماء وتقدمًا متغلبة على عوادي الزمان؛ ليعانق حاضرها المجيد سماء المجد بفضل الله، ثم بفضل قادتها المخلصين من الملوك البررة الذين أعلوا بناء هذا الكيان الشامخ بفكرهم المتوقد، وهِممهم العظيمة التي لا ترى إلا المجد.
واعتزازًا بالجذور الراسخة لدولتنا الفتية، وارتباط مواطنيها الوثيق بقيادتها منذ تأسيسها، جاء المرسوم الملكي الكريم بأن يكون يوم (22فبراير) من كل عام يومًا لذكرى التأسيس للدولة السعودية باسم ( يوم التأسيس)، وما هو إلا ذكرى للعمق التاريخي والمكاني للمملكة العربية السعودية، وللارتباط القوي بين الأجداد ملوكًا وشعبًا، وعلى الأجيال الحاضرة واللاحقة أن تتغذى به فخرًا وانتماء لهذا الوطن العزيز، وأن تعض عليه بالنواجذ؛ لنكون طودًا شامخًا كتضاريس أرضنا في الدفاع عنه، والحفاظ على أمنه واستقراره.
إنها ذكرى تاريخية خالدة، ومناسبة مجيدة، تحققت فيها الوحدة الوطنية على هدى من كتاب الله وسنة نيبه صلى الله عليه وسلم، يستعيد فيها الجميع البطولات والأمجاد والمواقف التاريخية الفاصلة، وما وصلت إليه بلادنا- أعزها الله- من نهضة تنموية كبيرة في شتى المجالات على يد أبنائها الملوك البررة المخلصين.
وبحلول هذه المناسبة الغالية ذكرى يوم التأسيس يسرني أن أرفع أسمى عبارات التهاني لمقام سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز حفظهما الله.
وحفظ الله لنا قيادتنا ووطننا، ونصر جندنا، وأدام عزنا وأمننا.
،،
سعيد محمد القرني
مدير ثانوية الاندلس بمكتب تعليم العرضيات