• نقدر للإعلام أحياناً بحثه عن المحتوى، خاصةً لمحترفٍ محتواه مصدر رزقه، وفي الإعلام الرياضي إن لم تكن ذا إثارة وضجيج، فلربما قطار التواجد يفوتك قابعاً في مكان لا تستحقه، لذا كل فردٍ يخطط لتلك الإثارة بحسب ماتسمح له مبادئه والقوانين المشرّعة، فمنهم من وجدها وأتقنها وتعامل بها دون خدش لحياء المهنة، ومنهم من سقط في وحل البحث عن الإثارة في المياه العكرة وهو يصطاد مايحفظ له قوت يومه، دون أن يفكر في سمو الأخلاق ونبلها.
• دعونا الآن من الإعلام، واذهبوا بنا لمنجزات آسيا، وماتعرضه قنواتنا الرياضية من مفاخر لرجال مازلنا نرفع رؤوسنا بهم، اعترافاً وعرفاناً بما قدموه للوطن من منجزات حفظت لهم ولنا، تاريخاً أخضراً من المجد والعلياء، من خلال ثلاث بطولات آسيوية وستة نهائيات قارية، وذهاب لكأس العالم بدأ ولم يتوقف، وحينما نذكر ونتذكر هؤلاء فإننا نستحضر بدءً الأمير الراحل فيصل بن فهد ونائبه الأمير فهد بن سلطان والزياني واللاعبين في كل البطولات، والدهمش من خلفهم والدبل وبن ناصر من أمامهم، و علي داوود الحاضر بينهم، وطبعاً لن ننسى بأي حال من الأحوال مهندس رحلة كأس العالم التي خطط لها بدراسة وتفوقٍ وفراسة، الأمير سلطان بن فهد مع نائبه الأمير نواف، وحينما يتغنى الإعلام المحايد بهؤلاء صباحاً و مساء، على نغمات (جاكم الإعصار، و الله الله يامنتخبنا) فإن شيئاً من ذلك الوفاء المستحق لكل أولئك قد يثير (الغيرة) عند من عمل ولم ينجز، أو اجتهد ولم يوفّق، أو تواجد ولم يثمر، أو مر وربما ضر، أو انفتح له التاريخ ليكتب اسمه في صفحاته وعجز، وهؤلاء متواجدون في أي عمل كان، وفي أي زمان ومكان، وبعضهم يرحل بصمت، وبعضهم يرحل وفي قلبه حسد، يجعله يتحيّن الفرص عندما تسنح له لينتقم من تلك الأيام التي خذل نفسه فيها ولم يحقق مايشفع له بأن يكن من أهل المنجزات، الذين يبقون بقلوبنا أمداً وأبداً، لتهز مشاعرنا نحوهم أغاني الفرح والانتصارات.
• وبعيداً عن الإعلام الذي يحتاج البقاء والإثارة، وبعيداً عن من نجح أو فشل (بمرحلة عملية) معينة، فرفعه أو همشه ـ لأجلها ـ تاريخ المنجزات، ليعود من عاد منهم بعد رحيله، من بوابة (وفاء) الإعلام والجمهور له، أو أنها نوافذ (غيرته) القاتلة، من أعادته إلينا، لذا وبعيداً عن كل ذلك، دعونا نتحدث عن ظهور مستغرب في توقيت رياضي مفصلي، لفيصل عبدالهادي، الذي عاد بعد سنوات ليقول أن سامي الجابر ـ الذي بلغة الأرقام جلب لنا المنجزات ـ قد أحرمنا من بطولات، لأنه ذات مرة أشار لحمزة إدريس، أن يسدد ركلة جزاء، بدلاً من زميله نواف !!!!• ثم بعدها مباشرة يتم استجواب مدرب برتغالي بلغة إعلام مثيرة لايمكن مصادرتها حول مقطع فيديو قديم، ظهر فيه العجوز (بما لا أستطيع وصفه) شكلاً ومضموناً وهو يتمتم في القاهرة (بخرابيط) تم بها التعزيز الجماهيري (بقصد أو بدونه) لكرسي الفرهود مع عبدالهادي حول سامي، أو منهم أعلى منه.• وبعيداً عن صحة دعاوى الاسفاف من (فينجادا)، صحيحة كانت منه، أم مفتراه، فإني أقدم لكم قصة حقيقية حدثت معي وشهودها مازالوا أحياء، لعلها تنجي عقلاء متلقي هذه القصص من التأويلات المريضة و المسيئة لرموز (رياضةٍ وسياسة ومكانٍ ومكانة) ليسوا بحاجة لسامي وماجد ويوسف وغيرهم من نجوم، للتشفع لهم عند المدربين لخدمة اللاعب على حساب رياضة وطن ومنجزاته، فسلطان الرياضة حفظه الله كان رئيساً لشباب العرب عامة، وليس هلال ونصر، وأهلي واتحاد، والقصة المشابهة مع حفظ الفوارق بين الشخصيات والكيانات، هي فترة ذهبية سابقة، تشرفت فيها برئاسة أحد أندية محافظة العرضيات بمكة المكرمة، فريق (فاجة) المسجل بوزارة الشؤون الاجتماعية، وكان لدينا مدرب قدير مازال حاضرا باسمه ورسمه ومنجزاته (سعد حامد)، وكان حلقة الوصل بيننا أثناء المباريات إداري اسمه (ضيف الله العرياني)، وكنا نلعب بطولة نحن أسيادها لثلاثة مواسم متتالية على ملاعب (غارضة)، وقد أحضرت محترفاً موهوباً اسمه (نايف الحذيفي) يعد وقتها وإلى الآن من أفضل عشرة لاعبين على مستوى محافظة القنفذة، ورغم أنه لم يوافقني إلا بعد جهد واجتهاد كبيرين لأجل اقناعه، فوالده رحمه الله في العناية المركز بمستشفى الباحة، لكن مباراتنا خروج مغلوب ومع منافس شرس، وبلمسة واحدة منه تتغير النتائج، إلا أن المدرب و بحكم عمله خارج المنطقة لم يتعرف وقتها على إمكانيات نايف، لذا لم يشركه بالمباراة رغم تأخرنا بهدف، ورغم مطالبات اللاعبين والجمهاهير به، لذا أوعزت للإداري أن يقنع المدرب لكنه رفض، ومن صلاحياته الرفض، لكن حينما انتهى الشوط وبدأ الثاني طلبت من الإداري أن يقنعه بمستوى نايف الذي تعرفه المحافظة بأكملها، لنستفيد منه قبل أن نخسر المباراة والبطولة، لكنه أصر على عدم الاستجابة فخسرنا بطولتنا ومفتاحها كان في الاحتياط.
• والعقلاء كلهم ـ إلى اللحظة ـ لم يتهموني كرئيس بالتدخل الغير مبرر، بل ايقنوا أنها (المصلحة العامة) التي أثبتتها مستويات نايف لاحقاً، وحصده لكل البطولات التي يشارك فيها مع أي فريق، بينما المدرب تقبلنا عذره أنه لم يكن وقتها على دراية بمستوى اللاعب الخارق للعادة، وعذر لنا توجيهنا، ولم يعتبره تدخلاً سافراً في عمله، لعلمه بأن حرصنا كان على البطولة وليس لأي علاقة أخرى فيها مجاملة للاعب، ولأنه أيضاً تعرف فيما بعد على موهبة نايف، واستفاد منه في بطولات أخرى، وأصبح لاعبه المفضل، بينما الإداري كان مثالياً وناقلاً للشفرات بيني وبين المدرب بكل وعي، دون أي ضجيج قد يؤثر على الفريق في قادم البطولات، أما اللاعبون فتقبلوا الوضع وقدّروا الاهتمام بزميلهم، والذي بحضوره الفني الدائم، وبلغة الأرقام أيضاً، أقنع الجميع فيه، وهنا ماتت القصة دون أن تحدث شرخاً في نهج فريق بطل، رغم إمكانية الاصطياد في المياه العكرة بسبب تنافسات شديدة قد لا ترتقي لتنافسية أنديتنا الكبيرة، لكن بالمقابل لم يكن لدينا ـ وقتها ـ حماية من سلطة إعلام النشرات المصاحبة والمنتديات وأسمائها المستعارة، لكن بفضل الله الكل كان عاقلاً و متعقلاً ولا يوجد تصفية حسابات لتبعث التشنج لأحدٍ لم يجد بداً من السقوط في حفرة البحث عن كراسي الإعلام، ليحافظ على بقايا من اسمه المنسي، في عصر التغني بالمنجزات ورجالها.
• الشاهد من هذه الواقعة الحقيقية التي يشهد بها العقلاء الرياضيون بمحافظتنا أن هناك أزمات تحدث، ليس بالشرط أن يكن سببها عناد مدرب، أو مجاملة لاعب، وإنما أحيانا سوء التقييم للنجوم في بطولات تجلب منجزات مفصلية، توجب على الرئيس الحاذق ـ ولا أتحدث هنا عن نفسي ـ أن يتدخل، خاصةً حينما تمنحه لغة الأرقام حق التدخل، لأن تلك الأرقام هي من ستنصفه حينما (يخونه) مدرب أو إداري أو لاعب بتصريح طائش، يعد له إعلامي هذه لعبته الانتهازية (الذهبية) التي لا نحثه عليها، ولا ننكرها عليه، مادام الإعلام مصدر رزق مباح، لمحترفيه، وبعض هواته.
''
توقيعي /
احذر السموم إن كنت (سامياً)، فالحيًات لا تنفث سمها إلا لسامٍ