تعبت (الأيام) من ملاحقة (منجزاتنا) السعودية، فعلى سرعة الأولى وتسارعها إلا أن الثانية فاقتها (كماً و كيفاً)، وبما أننا بمنبر رياضي فسأقتصر هنا الحديث كروياً على منجزات يومين فقط لا ثالث لهما، كانت كلها أفراح بمنجزات قارية وعالمية عجز عنها الكثير، فمن أقصى شرق المملكة يحقق الخليج كأس آسيا لكرة اليد، ثم يضمن الاتحاد من غربها التأهل آسيوياً في دوري الأبطال، بفوز يعقبه من وسط العاصمة تعادل نصراوي يضمن تأهلهم، ليختمها الهلاليون بفوز وتأهل وصدارة، وهنا اكتفيت بمنجزات يومين سبقت كتابة المقال ولم يأخذني الحديث لغيرها من معجزات لم نكن حتى نفكر أن نحلم بها، وعلى سبيل مثالٍ لا حصر (تشرف كأس العالم 2034 بلبس الثوب السعودي والعقال المقصّب، من خلال (التنظيم) الذي سيثبت للعالم أننا ملوكه).
أما الحدث الذي فاق اكتساح أنديتنا فرص التأهل والصدارة في مجموعاتها، بعد أن كنا قبل صحوة (الهلال) وسطوته القارية، واستعادة أمجاده هو و (الاتحاد)، نحلم بفريق واحد يتجاوز الأدوار الأولية، وكان حدنا في التنظيم كأس الخليج وبطولة عربية، رغم تشرفنا بذلك، لكن الطموحات ماقبل رؤية 2030 كانت محدودة، ليأتي الحدث العالمي الأكبر بالأمس، بفوز المملكة باحتضان عاصمة الحب والسلام، رياض المجد والأمجاد ل (إكسبو 2030)، تلك التظاهرة الدولية التي تجمع عندنا الملايين بمختلف الجنسيات، والأعراق، واللغات، ليتعرفوا على اختراعات العالم واكتشافاته، من خلال إبداعات شبابنا وفتياتنا الذين سيقدمون العالم للعالم، ويقدموا كذلك نهضتنا للجميع، في أشهر معدودات، ستنهض باقتصادنا وناتجنا المحلي، وكذلك تعرف بثقافتنا و وسطيتنا وتعايشنا مع الأمم بسلام، كما علمنا الإسلام، الذي استمديناه من مصدره الحقيقي (قال الله وقال الرسول)، لنظهر للعالم من جديد، سماحته المغيّبة، التي جعلت من شاركنا الرياضة والإعلام أو حتى التجارة والأعمال ممن كانوا يختلفوا معنا وفق رؤى سابقة، وخلفيات عنا مضللة، يغيروا من أفكارهم، ويستمتعوا بأرقى حياة عصرية آمنة يمكن أن تتخيلها البشرية على أراضينا المباركة، مختلفة التضاريس والأجواء، لكنها متحدة الأصالة والطباع.
أكاد أجزم وربما ستخبرنا الأيام في قادمها بأن حتى الظاهرة الكروية (ميسي) صار متلهفاً لعقدٍ شرفي تمنحه إحدى أنديتنا قبل أن يودع الملاعب، ليلحق بركب كريستيانو و نيمار وغيرهما من الذين منحوا العالم الصورة الإيجابية، والحقيقية عن بلد السلام والعطاء، والحب والنماء، وغير ميسي كثير من يتمنى الآن أن يكن ضمن خيارات أندية (الصندوق) الذي استطاع أن يحقق المكاسب الاقتصادية رغم تكفله بدفع المليارات الاحترافية، التي من خلالها لوى أعناق العالم باتجاه السعودية، ليجعلها قبلة كرة القدم الجديدة، لتصبح مع ثقلها السياسي مهوى لأفئدة الاقتصاديين لتتحقق الرؤية قبل موعدها فنكن المكتشفين والمصدرين والمنتجين والمطورين والمتحكمين بالاقتصاد وأسواقه العالمية، كما بدأنا الآن وأكثر من ذلك، حينما يتعرف علينا العالم عن كثب، فبلادنا ثروة بشرية و معدنية وصناعية وزراعية وسياحية، والآن رياضية، وكما ما قال شاعرنا الأمير عبدالرحمن بن مساعد (قبلوا تراب الوطن .. هذا الزمان أخضر).
كان بودي أن أتحدث عن الديربي الأكثر متابعة بعد يومين بين (البرشا و الريال) عفواً أقصد بين (الهلال والنصر) وأقول أن فارق السبع نقاط هي الوحيدة التي ستضمن للهلال الدوري بنسبة كبيرة، وكبيرة جداً، وعدا ذلك من تعادل أو خسارة سيجعلهم تحت ضغط ربما يمكّن النصر من الدوري.