يجب على الهلاليين الاعتراف أن جيسوس الحالي ليس هو مدربهم الكبير والقدير قراءةً و تكتيكاً قبل سنوات، ولا أعلم هل نعزو ذلك للسبعين سنة أم اختلاف النجوم أم أن لديه ظروف تخصه، قتلت فيه كثيراً من شغفه لأداء مهمته التدريبية بذلك الإبداع والامتاع الذي عهدناه منه في الفترة الأولى.
بات الهلال فريقاً مدججاً بالنجوم المحترفين (أجانب و محليين) من بونو لميتروفيتش مرورا بكمًّ نوعي من خامة لاعبين هم من ينقذ في كل مرة جيسوس من تسليم الصدارة للمنافسين الشرسين هذا الموسم، بفضل زحمة احتراف (عالية) الجودة و (غالية) الثمن عند كل الجميع، لذا نسأل الشلهوب ومن هم أعلى منه في إدارة الفريق بمنطقية (إلى متى تعتقدوا أن يصمد الهلال باجتهادات نجومه مع مدرب لا يتعدى دوره كتابة تشكيلة دون تكتيك، مع تبديلات عكسية حتى ولدي خالد بات يحفظ أسمائها و توقيتها)..؟؟؟
قبل أكثر من عقد ونصف، بفترة محمد بن فيصل الأولى، و بطناخة إدارية ذات رؤية فنية ثاقبة قررت الإدارة إقالة المدرب البرتغالي (بيسيرو) والفريق في الصدارة بفارق نقطي جيد عن منافسيه، لملاحظة هبوط في مستوى الفريق بدأت تظهر ملامحه في بعض المباريات، لكنهم لم يكتفوا بالمشاهدة وانتظار التفريط في النقاط التي تقرب منهم المنافسين، حتى يفكروا بقرار حاسم كهذا، فنهمهم بالبطولات وقوة من يصنع القرار وقتها جعلت الإعلام يتفاجأ و يفاجئ حتى المدرب بالخبر وهو خارج من مباراة فوز بمنافسة أخرى، كمباركة له بطريقتهم الخاصة التي لا تشبع بطولات.
وفي عام 2013 العهد الأكثر قوة وحكمة مع عبدالرحمن بن مساعد أنهى الهلال عقد مدربه الفرنسي كومبواريه وهو متقدماً على كل الفرق الكبيرة ومنافساً على الصدارة في المركز الثاني بعد الفتح، في وقت أسست فيه الإدارة لهلال مازال يلعب على كل الجبهات دون كلل و ملل، لذا لم يكن لهم أن يرضوا بأي تراجع في المستويات حتى وإن كانوا حول حمى الصدارة التي لا يرضوا بما دونها.
كان الهلال هكذا ـ وأظنه مازال ـ لا ينتظر العثرات حتى يبدأ النهوض من جديد وهذا سر من أسرار الكيانات الكبيرة التي تسير دوماً في حالة يقظة وانتباه تجعلهم متشبثين بالمقدمة دون تراجع عنها، وتنازل عن أي مستحقات ومنجزات يرون دائماً أنهم الأحق بها.
ختامًا نهمس في أذن إدارة بن نافل و أعوانه بأن لديكم فريقاً ليس عاجزاً بنجومه أن يتصدر مشهد القارة من جديد، فضلاً عن الصدارة المحلية من بدء الموسم لآخره، لكن عقلاً يجب التعامل مع الواقع باحترافية وسخاء، وقوة قرار، فمهما بلغت النجوم كثرة إلا أن وجود مدرب مازال يمتلك مهارة التكتيك وفن قراءة المباريات ليحدث الفرق بتبديلاته، من أهم أدوات البقاء في القمة، ولا نختلف بأن الفريق اليوم يتصدر نقطياً، لكن تراجع المستويات وصعوبة الفوز وقلة الأهداف و الزج بلاعبين في غير خاناتهم لغير ضرورة، وتذمر بعض اللاعبين من المدرب و الذي كشفته الشاشات يجعل الهلالي المنطقي يقول (لا تنتظروا التراجع، فالبقية من خلفكم منطلقون بسرعة، وستكفيهم عثرة واحدة).
'
توقيعي /
احذر أن تحوم حول حمى الظلم، حين تتراجع لموقفٍ واحد، عن ثقةٍ منحتها لمن يستحقها بمواقف لا يمكن لك عدها.