بعيداً عن شخصنة الأمور أو الاتكاء على مباراة واحدة لعيون نادٍ معين ولاعبيه، فحديثي منذ زمن عن فرض قانون حماية اللاعبين قبل حرمانهم من مصدر رزقهم الوحيد، وحرمان المشجع الذي يدفع الأموال إما في المدرجات أو خلف الشاشات المشفرة من متابعة نجوم اللعبة المفضلين، وخاصة في وقتنا الزاهر الذي ضخ فيه صندوق الاستثمار الملايين لأجل المتعة والترفيه، وكذلك رفع الناتج المحلي ما أمكن لذلك سبيلا، ثم يأتي لاعب كالخلوق سعيد الربيعي بكل ثقله وحماسه ليمارس انبراشات الثمانينات والتسعينات التي راح ضحيتها بعض من يسووا وزنهم ذهباً في عالم كرة القدم آنذاك، لكن ما أثارني أكثر واستفزني جداً هي لقطة زميله لاعب الأخدود (النصراوي السابق) حمد آل منصور في ذات المباراة التي جمعتهم بالهلال، فبعد سقوط محترف الهلال من فوقه متحاشياً إياه في كرة شبه ميتة، وقبل أن يتجاوزه تماماً فإذا بحمد ـ والذي نستغرب فعلته ـ يرفع ظهر جزمته ـ أكرمكم الله ـ بمساميرها على بطن وصدر اللاعب ليدفعه بها إلى الأعلى ويرميه خارج الملعب، مما كاد أن يقضي على نجم كبير، ويجعل الميزانية التي دعمت تواجده خسارة لم يكن أحد يستحقها.
وبما أن الوضع تبدّل حاله عندنا، وصرنا أوروبا الرياضة وقبلتها، لذا وجب سن قوانين جديدة، صارمة ومتشددة حول حماية النجوم من رعونة بعض اللاعبين المندفعين الذين يحتاجون لكبح جماح نرفزتهم الغير مبررة أبداً.
لا تنتظر الفيفا رأي معلق عادي، وصل به الأمر أن لا يستطيع التعليق على منتخب بلاده إلا من خلال صدفة عابرة، تجعل لقمة عيشه هي الوحيدة التي تحدد له ذلك، حتى يكن اليوم ـ على غفلة ـ ذا تأثير في اعتماد السعودية منظمة لكأس العالم 2034 من عدمه، لكن لباقةً لا يليق بمهني أن يكشر عن أنيابه الحاقدة على بلد ينحني النجاح لها طواعيةً قبل أن تبدأ أي تنظيمٍ لأي محفلٍ، مهما كانت صعوبته وكثافته و وقته وتوقيته، ولن تكن لتظاهرةٍ بالعالم أن تصبح أصعب من تنظيم (الحج والحجيج) بكل إبداعٍ و سلاسة واقتدار، كل عام وليس كل أربعة، ولكنّ لا منحى لكلامه إلا الانتقام الذي لا يليق بعربي ـ يقيم في خليجنا ـ أن يمارسه على بلد النجاح والتقدم والفلاح، بحجة أنه لم يكن من قائمة كوكبة معلقين أشاوس تشرفوا وتشرفنا بتواجدهم في كبائن التعليق على دورينا، فالغيرة التي تصل بصاحبها لهذه الحدود تقتل شغف الإبداع والثقة بالنفس، وتقضي على بقايا متابعيه، إن كان له من الجماهير من تهتم فيه أصلاً، وتفضله ـ لا سمح الله ـ على رؤوف و الشوالي و فارس و الكعبي و عامر والبلوشي، مع احترامي سابقاً له.
في ديربي الأهلي والاتحاد تواجدت الإثارة في الملعب قبل أن تبدأ المباراة من خلال تيفو (هل تتذكرني..؟) ليرد الأهلي بكسب ثلاثة نقاط نظيفة وبفرحةٍ مبالغ فيها، لربما مناهضةً للعبارة التي أجبرت صاحب فكرة التيفو على الاعتذار، بعد أن تبرأ الاتحاد من فعلته، لذا يهمنا من كل هذه الإثارة سواءً كانت داخل الملعب أم من داخل أسوار مدرجاته (متعتها الغير خادشة لحياء كرة القدم) لسبب أن (المتعصبين) من الإعلام كانوا بعيدين عن تفاصيل المشهد.
،،،
توقيعي :
الأمان: رجلُ (صالح) ، والحياة (أنثى طاهرة).. وبين هذه وتلك، كانت السعودية ومازالت وستبقى، بخيرٍ وفي خير.