حظيت الكشافة السعودية على مدى تاريخها الطويل بالعديد من القيادات الكشفية المؤثرة التي اثرت الساحة ووضعت لها بصمة؛ وتمكنت من البروز من خلال التأثير في البيئة التي تواجدت فيها ومن تلك القيادات رفيق الدرب من محافظة بيشة القائد الكشفي عامر بن محمد بن مبارك المطوع؛ الذي أحيل للتقاعد لبلوغ السن النظامي عام 1439هـ؛ بعد أن حمل مشعل كشافة تعليم بيشة بعد من سبقوه بعطاء كبير أحدث خلاله التغيير باستقطاب العديد من القيادات الكشفية التي هي اليوم من تقود العمل الكشفي في المحافظة وفق ما خطط ورسم؛ ولم يكن ذلك الاستقطاب بالأمر الهين أو السهل ولكنه جاء لتمتعه بالعديد من الصفات الإيجابية التي جعلت له قبولاً واسعاً لدى من أراد استقطابهم بذكائه ومبادراته وسعة أفقه وقدرته على فهم دوافعهم وعدم الاستسلام للتحديات والصعوبات والعوائق التي واجهته واجتهاده ومثابرته وثقته بنفسه.
تعود معرفتي بـ عامر المطوع الى حوالي أربعة عقود حيث وجدته أول مرة نتقابل فيها الشخصية التي أرتاح لها بروحه المرحة وخفة دمه وابتسامته الدائمة التي تضفي المتعة على بيئة العمل وتشعر الفريق الذي يعمل معه بالبهجة والسعادة الأمر الذي يساعد على سير العمل بشكل أفضل وأجمل ويحقق الأهداف، وتشعرك ان تلك الشخصية القيادية لم تفرض عليك فرضاً بمحاباة أو لسد فراغ ، ولا تمتلك القدرات المطلوبة التي تؤهلها لممارسة مهامها الموكلة إليها، مثل تلك الشخصيات التي ما ان تصل إلى المواقع القيادية إلا وتجدها متعالية متكبرة ينفر المرؤوسين منها كونها وصلت الى ذلك المنصب وهي غير جديرة بها المنصب، فيعجز عن التأثير فيهم فيضطر إلى اللجوء للعنف والتهديد مما يولد الاحتقانات التي تسير بالعمل الى المجهول.
كما كان أكثر ما شدني في شخصية عامر المطوع حينما التقينا في إحدى الدراسات بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية عام 1409هـ، وكانت تلك الدراسة تخصصية في العلاقات العامة قدرته العجيبة حينها على تملك مهارات الاتصال، والتواصل مع الآخرين سواء بالاستماع أو التحدث وعدم استبداده بالرأي الأمر الذي أوجد له حينها محبة في قلوب الآخرين من المشاركين سواء مُدربين أو مُتدربين، وأخذ الاعجاب يزداد عندي بتلك الشخصية ونحن نلتقي بين وقت وآخر في مناسبات كشفية وطنية بمختلف مناطق ومحافظات المملكة حيث لم أجده إلا ذلك القائد التربوي القدوة الناجح الذي يولي من يعمل معه أو تحت قيادته تفهماً وتعاطفاً كبيرين، كما كان يحرص على المودة في التعامل ، ويتفرد بصفة قلت اليوم بين قياداتنا الكشفية وهي التحاور والتشاور والاستماع للآراء والأفكار التي لديهم والأخذ بها أن كانت ملائمة ومناسبة، كما كان يكسب ثقة واحترام الفريق الذي يرأسه بالعدل بين المرؤوسين، فضلاً عن تمتعه بدقة الملاحظة والقدرة على قراءة ما بين السطور التي هي من أهم صفات القائد الناجح كما تعلمنا ، كما انه من الشخصيات التي لا أخفي سراً إذا قلت أنني تعلمت منها مواجهة المشاكل وعدم التهرب منها ومحاولة حلها قبل وقوعها أو التقليل من خطرها على الأقل حتى يسهل حلها.
لقد أتصف عامر المطوع كما عرفته خلال تلك المدة بصفات عدة جعلت منه قائداً كشفياً نموذجاً يحتذى للقيادات المتواجدة على الساحة الكشفية اليوم ويمكن أن يرى ذلك عياناً بتجهيزه لفريق قوي فعال يقود مسيرة العمل الكشفي في بيشة نحو تحقيق مهمة الحركة الكشفية التي تتمثل في المساهمة في تعليم الشباب من خلال نظام قيِّم قائم على وعد وقانون الكشافة، ومن خلالها نبني عالمًا أفضل حيث نحقق للأشخاص ذاتهم كأفراد لعب دورًا بناء في المجتمع، وصولاً إلى المشاركة في تحقيق رؤية الكشافة العالمية من أنه بحلول عام 2023، تكون الحركة الشبابية التعليمية الرائدة في العالم، وتمكين 100 مليون شاب ليكونوا مواطنين فاعلين يقومون بإحداث تغيير إيجابي في مجتمعاتهم وحول العالم على أسس القيم المشتركة.