لن أتحدث عن كرم محمد بن مبارم بن محمد آل مسن الدوسري، الذي يعرفه الكثيرين من أبناء محافظة وادي الدواسر في الرياض وفي مختلف أنحاء المملكة، فهو سلوك اكتسبه أباً عن جد وكان مثالاً في حفظ ما كان عليه آبائه وأجداده، وأحسن حفظه لصفاتهم، والتي تذكرنا ببيت الشعر:
بأبِهِ اقْتَدَى عَدِيٌّ فِي الكَرَمْ ... وَمَنْ يُشَابِهْ أَبَهُ فَمَا ظَلَمْ
ولكني سأتحدث عن تحويله منزله كل ليلة ومنذُ عدة سنوات، إلى ما هو اشبه بالصالون الثقافي حيث يجتمع بعد مغرب كل يوم من جميع أنحاء الرياض أقربائه وأصدقائه وزملائه من وادي الدواسر وغيرهم من الجيران وجماعة المسجد ، الذين هم شرائح متعددة، متخصصة في مجالات مختلفة منها الشرعي والأدبي، والاقتصادي، والاجتماعي والفني والرياضي، يمتد بينهم الحوار في مواضيع شتى على مدى ساعة تقريباً يشدك فيها حينما يستعرض كبار السن منهم القضايا الاجتماعية ، أو الحديث عن الموروث الشعبي، أو قصص النجاح، أو مناقشة حدث الساعة ، كما يشهد ذلك التجمع تفاعلاً مع المناسبات الدينية ومن أهمها عيد الفطر المبارك ، والوطنية ومن أهمها اليوم الوطني، ويم التأسيس، ويوم العلم، بمبادرة شخصية منه ، ومجهودات ذاتية ودعم لوجستي من أسرته ، تحملوا فيها ما يترتب على ذلك التجمع كل يوم من التضحية بوقتهم ، وتحمل الأعباء المادية ، التي أنا متأكد منها أنها كلها من أجل حرصهم على جمع معارفهم وأصدقائهم وجيرانهم ، ودعماً منهم لما يمكن وصفه الإحساس بالمسؤولية الثقافية، وصناعة الوعي والرقي الفكري، والذائقة الأدبية لدى المشاركين في النقاش أو حتى فقط المستمعين الذين قد لا يجيدون التحدث في أية مجال من مجالات الحوار المتداولة لأية سبباً كان سواء شخصي أو تعليمي وما إلى ذلك من الأسباب.
المهم هنا ومن خلال حضوري لهذا المجلس عدة مرات بل أنه جزء من جدولي حينما اسافر إلى الرياض أستطيع أن أؤكد أنه بمثابة منصة حوار مبسطة تجمع مجموعة من أبناء المحافظة ومن الجيران والأصدقاء يتحاورون فيما بينهم في مواضيع تهم المجتمع ومنهم الحضور يطرحون الأسئلة ويبدؤون في المداخلات بشكل منظم يثرون خلال تلك الساعة مواضيعهم بالحوار والنقاش الهادف.