منذ بدء الحرب الروسية والاوكرانية التي حصدت مئات الأرواح مابين نساء وأطفال ومدنيين عزل بعيدين كل البعد عن عالم السياسة المليء بالمؤامرات يعيش العالم كله على وقع الحرب التي أحدثت ضجة واسعة في وسائل الإعلام في العالم الغربي والعربي أيضا مابين سائل يسأل كيف ستخوض روسيا هذه الحرب ضد جارتها وحليفتها سابقا أوكرانيا؟! وهل على العالم أن يتحمل الجرائم الروسية في الشيشان ثم في سوريا الان؟! ألم ينتهي الاستبداد الروسي مع إنهيار الاتحاد السوفيتي سابقا وسقوط جدار برلين؟!
ربما علينا أن نجيب على هذه الأسئلة وغيرها من الأسئلة التي تخص السياسة الروسية القمعية التي تولت قديما دعم حركات التحرر في العالم وارتبط اسم المخابرات الروسية مع اسوء الأنظمة المستبدة التي كانت السبب في تخلف شعوبها كأنظمة الحكم في شرق أوروبا التي أذاقت شعوبها الظلم والقهر والتي انتهت بنهاية الاتحاد السوفيتي كنظام تشاوسسكو في رومانيا مع العلم بأنني لست هنا بصدد ذكر انتهاكات روسيا لحقوق الإنسان منذ الحقبة الستالينية وحتى بوتين الذي صدرت بحقه مذكرة توقيف وهو الذي كان ضابط مخابرات في عهد بوريس يلتسين ولديه الحزام الأسود في الكاراتيه وقد ظن الجميع في بداية حكمة بأن روسيا مقبله على توافق تام مع الولايات المتحدة والمجتمع الدولي ولكن سرعان ماظهر خلاف ذلك.
بعد نهاية الحرب العالمية الثانية أصبح على العالم أن يصبح أكثر أمنا وبالتالي فقد عملت الأطراف المنتصرة في الحرب العالمية الثانية على تجنب وقوع حرب شاملة وهو ما أدى بالضرورة إلى المعاهدات الدولية التي تحفظ السلم في العالم أجمع ومع العلم بأن التعاطي مع القضايا العربية كان وسيظل في مرحلة جمود سياسي منذ تأسيس دولة إسرائيل.
مذكرة التوقيف التي صدرت بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كما ذكر المتحدث باسم المحكمة الجنائية الدولية ليست إدانه وإنما دعوة للمثول والتحقيق فقط مما يعني بأن أمر الاعتقال لن ينفذ إلا إذا أرادت دولة معنية بالمعاهدة تنفيذة حسب نظام روما الأساسي الخاص بالمحكمة مما يعني بأن بوتين سيظل طليقا حتى يمثل أمام العدالة مثله مثل الرئيس الصربي سلوبدان ميلوسيفتش سابقا.
وبالرغم من أن العدالة ليست دنيوية بحتة كما يتصورها البعض إلا أن الحالمين في العدالة سيضلون يطلبونها في كل منبر وصلاة وهو حال أولئك الذين تشردوا وقتلوا جراء الحرب الاوكرانية الأخيرة.