أكد الأصفران، الاتحاد والنصر، بتراشقهما الإعلامي هذه الأيام ، سواءً على مستوى الإعلام، أو حتى بالملعب ومدرجاته، أن المماحكات التي تحدث بين الأندية على مر العصور لا علاقة لها بسوءٍ محض، يجلب اضمار الشر بينهم، وإنما كل مايحدث من أخذ وعطاء يصل للسباب والشتم أحياناً سببه التنافس وغيرة المنافسة، وسرعان ما يتلاشى ويختفي حين يخفت ضوء أحدهما.
ولربما أن كل متابع رياضي حصيف، لأحداث هذه الفترة يلحظ شيء مذهل في تحول علاقات النصر بالاتحاد و التي كانت مضرب مثل في الاعتدال، لكن ولأن التنافس الشرس احتدم بينهما لذا فقد أصبحت المشاكسة هي مضرب المثل، ووصلت بعضها ـ للأسف ـ لاتهامات مبطنة بأشياء لا تليق بنا، ولا بهما.
ومؤكد أن معظمها ستكون إثارة مقبولة إلى حد ما لعشاق كرة القدم إن بقيت ضمن هذه الحدود، لكن إن زادت وتطورت فهناك جهات رقابية لن تجامل كيانات على حساب أخرى، لكنها متى التفتت للتجاوزات فلن ترحم حينها المتجاوزين أياً كان الاسم والرسم.
وعلى المستوى الشخصي كمحب لكرة القدم فنياً قبل كل شيء فإنه لا يسؤني بأن يكن دورينا بنكهة إثارة تجذب كل وسائل الإعلام والجماهير إليه من داخل البلد وخارجه، مما يعزز للقطاع الخاص فرصة الدخول للاستثمار والدعاية والتسويق من خلال تلك الأندية الكبيرة.
ولأن الشيء بالشيء يذكر فعلينا أن ننوه بأن كل ماكان يتعرض له الهلال من الجميع منذ سنوات، بدأت من التسعينات الميلادية تقريباً، ولم تنته بعد، كان سببها أنه منافس شرس على كل المنصات مما جعله وجبة مفضلة لإعلام بعضه أنشأ صحفاً وليدة، هدفها (حرب الهلال)، بينما البعض اكتفى بعمودٍ صحفي ينال فيه من الأزرق يومياً بشتى أنواع السب والتشكيك، بينما آخرون أنشأوا منصات إعلامية لذات السبب سواءً من خلف شاشات التلفزة أو مواقع التواصل الاجتماعي الحديثة.
ومما يؤكد براءة الهلال من كل ذلك التنمر المبالغ فيه، أنه حينما انشغل قليلاً عن الدوري بحكم مشاركاته الخارجية التي أنهكته تعباً مع إصابات لاعبيه التي أفقدته كثيراً من تركيزه فإن بوصلة المجادلة والتراشق والتشكيك تحولت بين عشية وضحاها ـ كما أسلفنا ـ بين المتصدر و وصيفه الاتحاد والنصر حتى إشعار آخر يحسم الجدل بينهما بسقوط أحدهما يوماً من خانة المنافسة أو أن فوهة البركان ستتسع بينهما أكثر وأكثر، لنشهد صراعات أول المستفيدين منها الهلال، الذي سيحملان عنه كثيراً من العبء الذي عانى منه لسنوات ظلماً وبهتانا.
توقيعي /
نسأل الله العظيم، رب العرش العظيم، أن يشفي ويعافي، ويحفظ لنا أميرنا المحبوب في مكة الخير، مستشار خادم الحرمين الشريفين، صاحب السمو الملكي الأمير، الشاعر, خالد الفيصل رعاه الله وأبقاه لهذا الوطن، ذخراً وفخراً في عهدنا الميمون عهد سلمان الحزم ومحمد الرؤية حفظهما الله.