على الرغم من أن كبار السن يميلون بشدة إلى الوقوع في الاكتئاب، إلا أن الخبر السار هو أنه يمكن الوقاية من هذا المرض العقلي من خلال عدد من الطرق.
وهي تشمل الوقاية بالتدريب والتمارين البدنية والدعم الجماعي والذكريات او استرجاع الذكريات والأنشطة الاجتماعية.
لنتحدث أولًا عن الوقاية بالتدريب وهي طريقة للتدريب المعرفي و يعرف أيضا باسم تدريب الدماغ، وهو نهج غير دوائي يتضمن اتباع سلسلة من الأنشطة العقلية المنتظمة المصممة للمساعدة في الحفاظ على القدرات المعرفية (التفكيرية) للشخص أو حتى زيادتها مثل العاب الالغاز وانشطة الحفظ فذلك يساعد على تحسين القدرات المعرفية و يعتمد التدريب المعرفي على فكرة أن دماغ كبار السن يمكن أن يتغير للأفضل.
يساعد التدريب التعليمي او المعرفي بين كبار السن على الوقاية من الاكتئاب مما يمكنهم من المشاركة في الأنشطة التي تحدث داخل المجتمع و عندما يتعلم كبار السن شيئا جديدا، ينتج دماغهم خلايا جديدة ويبني اتصالا جديدا يساعد على منعهم من الاكتئاب و تشير الدراسات إلى أن كبار السن يفضلون أنشطة التعلم غير المقننه لذلك من المهم أن يخضع كبار السن لتدريب تعليمي غير شكلي.
ومن الطرق الفعالة ايضاً طريقة الوقايه بالتمارين البدنية. يجب أن تكون التمارين البدنية أولوية لجميع كبار السن. تدخلات التمارين البدنية المستمره من خلال العناصر التي تعمل على عدة مستويات ينظر إليها على نطاق واسع على أنها شخصية مثل السمات البيولوجية والنفسية والاجتماعية مثل الأسرة ومجموعات الانتماء ومكان العمل.
كل هذه العوامل يمكن أن تؤثر على كبار السن للإصابة بالاكتئاب. هناك العديد من الأساليب التي يمكن استخدامها لمساعدة كبار السن على الخضوع للأنشطة البدنية. أفضل طريقة لتحقيق ذلك هي تعزيز برامج صحة المجتمع مثل زيادة الوعي وتشجيع كبار السن على القيام بالأنشطة البدنية.
يمكن ايضاً أن تساعد التمارين البدنية المنتظمة في منع تكوين الاكتئاب من خلال التخلص من المخاوف حتى يتمكن شخص ما من نسيان الأفكار السلبية التي تسبب القلق والاكتئاب. علاوة على ذلك، ترتبط التمارين الرياضية المنتظمة بفوائد عاطفية ونفسية. تشمل بعض هذه الفوائد التعامل مع الحياة بطريقة صحية، والحصول على المزيد من التفاعلات الاجتماعية واكتساب المزيد من الثقة
يمكن لمنظمات الصحة العامة التعاون مع العديد من المنشآت المجتمعية مثل المدارس والمساجد والشركات وإدارة السياسات ومراكز الرعاية الصحية للتأثير على الخطة وتعزيز وتوحيد الجهود لزيادة أنشطة التدريب البدني.
في هذه الخطة، ينبغي لوكالات الصحة العامة ضمان تنفيذ طرق الحد من أوجه عدم المساواة الصحية بين كبار السن في النشاط البدني، وينبغي على مقدمي برامج المخصصه لكبار السن متابعة وتقييم النشاط بشكل روتيني و رصدها لجعلها فعالة.
ولا نستطيع ان نهمل أهمية دور المجتمع تجاه كبار السن ومن احد الطرق للوقايه هيا طريقة دعم المجموعات.
التدخلات الجماعية للوقاية هي تدخلات يتم حلها من قبل مجموعة من الاشخاص وليست تدخلات فردي ؛ وتستخدم عالمياً في مرافق الرعاية الصحية لمشاكل الصحة العقلية للوقاية من الاكتئاب. يتم النظر في العمل الجماعي عندما يكون الجوهر هو للوقاية من الاكتئاب وليس كعلاج للاكتئاب. سيكون تدخل المجموعة بمثابة عامل تمكين يساعد أعضاء المجموعة على مناقشة أنشطة البرنامج المطلوبة والتوصل إليها. ستساعد التدخلات الجماعية الأعضاء على تحسين نموهم الشخصي ومنع الاكتئاب. يتم تقييم العلاج الجماعي كأحد طرق العلاج النفسي والاجتماعي الوقائي التي تمنع الاكتئاب بين كبار السن. يجب أن يكون المعالج الجماعي عضوا نشطا في المجموعة وسيساعد الأعضاء المسنين على فهم مشاكلهم الشخصية وكذلك المشاكل الشخصية التي تؤثر عليهم. يعقد أعضاء المجموعة أيضا اجتماعات لمناقشة الشؤون الجارية التي تؤثر عليهم والتركيز عليها بالاشتراك الشخص نفسه والآخرين.
يركز التدخل الجماعي على الحد من الاكتئاب والوقاية منه، وضعف الدافع، فضلا عن تحسين الصحة العقلية لكبار السن. ومن هنا نستطيع ان نسلط الضوء على اهمية طريقة الوقاية باسترجاع الذكريات. ينظر إلى الذكريات على أنها عملية التفكير والخلفيه الشخصيه والعلمية والأشخاص حول الذكريات الماضية المهمة شخصيا بالنسبة لهم. كما اقترح أرنسون (2009)، فإن تقييم حياة المرء مهمة أساسية مرتبطة بالشيخوخة. لذلك، تم تطبيق الذكريات بشكل رئيسي على كبار السن كطريقة علاجية لتعزيز وتحسين قبول الذات والصحة النفسية للشيخوخة في المجتمع. يمكن استخدام طريقة الوقاية بالذكريات لتعزيز القدرة المعرفية لدى كبار السن من خلال السماح لهم بمشاركة قصص الحياة وتذكر الذكريات الماضية.
يساعد هذا التدخل على منع الاكتئاب بين كبار السن يمكن أن يكون للذكريات أشكال مختلفة مثل العلاج البسيط كاأستذكار مواقف الحياة وإعادة النظر فيها الذي يمكن أن يساعد في الوقاية من الاكتئاب بين كبار السن. وايضاً من اهم الطرق الوقائية هيا الأنشطة الاجتماعية. ذكرت احدى الدراسات ان الاكتئاب هو أحد الآثار الجانبية المعتادة للشيخوخة بين الناس في الولايات المتحدة وأحد الأسباب الرئيسية لاكتئاب كبار السن هو العزلة وتركهم وحيدين في المجتمع (بلاكبيرن ويلكنز آند وويس، 2017 ومع ذلك، يمكن أن يكون الارتباط بعضهم البعض في الأنشطة الاجتماعية تأثير إيجابي على القدرات المعرفية لكبار السن، ويمكن أن يساعدهم على البقاء في مأمن من الاكتئاب، ويمكن أن تساعد الأنشطة الاجتماعية في الوقاية من الاكتئاب من خلال تحسين وظائفهم المعرفية وتحسين صحة المناعة وزيادة طول العمر لأنه سيزيد من دائرة الأصدقاء وهو أمر حيوي للبقاء سعيدا والوقاية من الاكتئاب. للمساعدة في جعل كبار السن يشاركون في الأنشطة الاجتماعية، علينا تشجعيهم من خلال البرامج التثقيفية والتوعوية و عرض هوية المجموعات المقامة وإزالة العقبة أمام المشاركة، وتعزيز الشعور بأن النشاط مهم وإخبارهم أنه ذو صلة بأعمارهم ودعوتهم بالمشاركة في النشاط.
حنين الغامدي
اخصائية التثقيف الصحي