في ديربي آسيا الأكبر الهلال والنصر أو النصر والهلال أوفت الفرقتان بالعهود وكانتا على الموعد، وقدموا لوحة فنية جميلة أشبه باحتفال العودة للدوري بعد انقطاع كأس العالم الذي فرّحنا ثم أبكانا.
ظروف تكالبت على الهلال قبل الموسم ومازالت مستمرة لكنه لم ينحني ولم ييأس ويركن لذلك، تشبث بمن معه ليبقى فارقاً ب(شموخه) الذي كانو يقولون عنه (لا يمرض ولايموت)، لكن يبدو بأن عقوباتهم القاسية لابد وأنها ستمرضه حتى وإن لم يمت بإذن الله.
وهناك مثل عربي يتردد علينا منذ الصغر ومازال، وهو (حشفاً وسوء كيلة)، أي على رداءة التمر هناك نقص في الكيل، وهو مثل عام لمن يجمع بين خصلتين غير جيدة، ولأن الحديث الآن عن الهلال الذي كان يفترض أن يهزم النصر بست نقاط وليس ثلاثاً بالأمس، لكن لاعبه الموهوب محمد جحفلي فضل أن تنتهي المباراة بالتعادل.
وعندما يمنع الهلال من التسجيل فهذا أمر لا يمكن تجاوز ضرره على الفريق الذي سيصارع على بطولات كثيرة من ضمنها القارية، ولربما العالمية التي ستليها، ثم تتفاجأ بوجود لاعب كجحفلي متواجد بالتشكيلة الرسمية أساسي لا غنى عنه عند المدرب، وهنا يبدو المثال أمام المتلقي حاضراً بوجود هذا اللاعب في الوقت الذي منعوا الفريق فيه التسجيل لفترتين.
نعود ونقر ونتعاطف مع إدارة الهلال ومدربهم حينما يرددون الظروف الاستثنائية الصعبة في اختيار الأسماء مع كومة إصابات لا تخفى على أحد، لكن من سيفكر خارج الصندوق بشكل فني فإنه قد يخرج من عنق الزجاجة بأقل الأضرار وبعض النفع الذي يصعب ويستحيل إلا على الهلال.
أول فكرة كان لابد على الهلاليين جماهير وإدارة أن يرسموها لهم كخارطة طريق قبل الموسم هي أن يتخلصوا من بعض اللاعبين الذين بات ضررهم أكثر من نفعهم، إلا في أي منطق كروي يمكن استيعاب أن لاعب مثل (محمد) ـ ستر الله عليه ـ يمكن أن يكن أساسياً في دورينا، ومع من؟ مع بطل آسيا والدوري والبطولات العظام.
ليس اسقاطً مني على هذا اللاعب الخلوق الذي كان له تاريخه الذي حفره برأسه في الدقيقة 119 في شباك غريمهم التقليدي النصر، لكن باعتقادي أنه آن الأوان لأرشفة هذا الهدف البطولي الحاسم والذي أصبح مضرباً للمثل بتوقيته القاتل لجميع المعلقين والمحللين الرياضيين، بل أنه أصبح مثلاً دارجاً عند عامة الناس حتى في غير المجال الرياضي دلالة على الانتصار باللحظات الأخيرة.
لا أحد ينكر حق الجماهير الزرقاء أن تحتفظ بذلك الهدف الأسطوري لكن ليس من حق إدارة الهلال الاحتفاظ باللاعب الذي أبقوه بكشوفاتهم لفترة أطول من صلاحيته لخدمة فريق لا يتحدث إلا بالبطولات، وليس أية بطولات، لذا ومن وجهة نظر فنية شخصية يجب على دياز أن يستبعد اللاعب حتى من الاحتياط وإن اضطر لأن يستبدله بمهاجم أو أن يلعب بعشرة لاعبين.
توقيعي/
في الحب لا تستفز وإن مازحاً، فردات الفعل قد تقتلكما بدمائها الباردة.