كثيرة هي الأحداث التي يقف عندها التاريخ وهذه الأحداث ليس بالضرورة أن تكون سياسية.
هناك أحداث تاريخية من نوع آخر يخفق لها القلب وتجتمع لأجلها الملايين هذه الأحداث التاريخية سواء الاقتصادية أو الرياضية يقف عندها قارئ التاريخ حتى يفهمها أولا جيدا ثم يحللها ويخضعها للقراءة.
الأخضر السعودي بوصفه قوة ناعمة مثال جميل ويستحق أن يدخل التاريخ وذلك بسبب فوزه التاريخي على الارجنتين ثم بسبب المستوى الرائع الذي قدمه أمام منتخب بولندا بالرغم من خسارته وهذه بالضبط هي الروح السعودية التي أطلقها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان آل سعود وهو العملاق الذي أخرج الأخضر السعودي من قمقمه وقد كانت كلمات الأمير محمد بن سلمان أصدق مثال على فهم وشكل الروح السعودية التي تنطلق بروح طويق لتهزم منتخب الارجنتين الذي له باع طويل في لعبة كرة القدم ولكن هيهات أن يهزم المنتخب وهو بروح طويق ثم علينا أن نعترف بتفوق الأخضر على بولندا التي حالفها الحظ وانتصرت وهي تنتفض خوفا من رجال الأخضر.
لم أجد تفسير لانتصار المنتخب السعودي على الأرجنتيني وتالقه في نسخته السادسة في المونديال سوى أن هذا الفوز والتألق كان نتيجة حتمية للنهضة الشاملة التي تمر بها المملكة العربية السعودية وخصوصا في قطاع الرياضة والتعليم فلا بأس أن نعطي بعد اليوم دروس في كرة القدم للمنتخبات الكبيرة التي تملك أسماء لامعة وباع طويل في الكرة.
عملت المملكة العربية السعودية منذ تأهلها لنهائيات كأس العالم عام 94 على تطوير ودعم قطاع الرياضة فكان المنتخب السعودي أصدق مثال على النهضة التي شهدتها البلاد ووصل الأخضر بعد ذلك إلى مونديال 98 و 2002 و2006 ثم توقف الأخضر السعودي عن إسعاد جمهوره وشعبه في مونديال 2010 و2014 , وعاد بعدها في روسيا ثم اخيرا مونديال قطر.
عندما نتحدث عن لغة الأرقام فنحن ننتصر للأخضر بالطبع فالمنتخب السعودي من أقوى المنتخبات العربية والاسيوية ففي سجله العديد من البطولات القارية والعالمية والمملكة حاضنة للعديد من المواهب الكروية التي رفعت سمعة البلد عاليا وأثبتت تفوق الأخضر في الميدان.
ست مشاركات للمملكة العربية السعودية في كأس العالم تتفاوت فيها المستويات ولكن الطموح واحد والحلم واحد واذا استمرت كتيبة الأخضر في نفس المستوى ونفس الروح فستحصد المملكة الكثير من الانجازات القارية والعالمية أيضا علما بأن الطموح السعودي لاحدود له فهو من جهة يعانق السماء ومن جهة أخرى أخضر فسيح الارجاء.