قالها القائد الملهم، صاحب السمو الملكي الأمير محمد سلمان، ولي العهد، رئيس مجلس الوزراء، وكررها أبناءه نجوم المنتخب السعودي الأول لكرة القدم أمام العالم كله "السعوديون لا يعرفون المستحيل"، حولوا القول إلى فعل وهم يتفوقون على منتخب الأرجنتين، المرشح الأول للتتويج بكأس العالم 2022 في قطر، أخرجوا نجوم التانجو يجرون خيبة الحزن والألم والمرارة، وهم يرون منتخباً عربياً قادم من قلب الصحراء يلقنهم درساً لا ينسى في فنون اللعبة التي رقصوا على انغامها عقود طويلة.
صدق ولي العهد الأمين وهو يقول في منتدى الاستثمار قبل سنوات "أعيش بين شعب جبار وعظيم لا يعرف المستحيل"، وأبدع ـ كعادته ـ وهو يقول للاعبين عندما التقاهم في بداية الاستعداد للمونديال "استمتعوا ومتعوا"، واستطاع بفطرته القيادية أن يحررهم من الضغوط، ويطلق الحلم بداخلهم، فقد جاء الاستمتاع بكل معانيه وهم يحولون خسارتهم بهدف في الشوط الأول إلى انتصار كبير أبهر العالم في الشوط الثاني بهدفين، ويقف ميسي ورفاقه عاجزون على الرد أو التحرك تجاه المرمى السعودي.
سيسجل التاريخ بحروف من نور يوم الثلاثاء الثامن والعشرون من ربيع ثان 1444، الموافق الثاني والعشرين من نوفمبر 2022، وسيبقى هذا اليوم خالداً في أفئدة السعوديين والعرب وعشاق كرة القدم حول المعمورة سنوات وعقود طويلة، بعدما سطر لاعبو الأخضر أسطورة حقيقية، وحولوا المستحيل إلى واقع، ووضعوا ليونيل ميسي المتوج بالكرة الذهبية كأحسن لاعب في العالم 7 مرات في موقف لم يعيشه كثيراً.
لقد ضحكت احدى مشجعات التانجو بملأ فمها، حين سألها مذيع في قناة تليفزيونية عن توقعاتها لنتيجة مباراة السعودية والأرجنتين، وقالت ساخرة: هل تمزحون؟ وواصلت بكبرياء غرور: أنه مجرد تمرين، قد ينتهي بتسجيل خمسة أو ستة أهداف لميسي وزملاءه، وها هي نفس المشجعة تتجرع الألم والحسرة، بعدما اكتشفت أن لدينا طاقات كامنة لا يستطيع أحد الوقوف في وجهها، إذا قررنا أن ننتفض ونبهر الجميع.
ينبغي أن يتحول ما حدث في هذه المباراة التاريخية إلى "أيقونة" في كل حياتنا على جميع الأصعدة، وليس كرة القدم فقط، علينا أن نستحضر هذه الروح القتالية، والإرادة الفولاذية، والعزيمة الجبارة التي حولت المستحيل إلى واقع في كل القطاعات والمجالات، بل وعلينا في أوقات الصعاب والتحديات أن نستحضر سيناريو هذه المباراة المعجزة، ونشاهد كيف حول لاعبو الأخضر السعودي الهزيمة إلى نصر، كيف وضعوا المارد في قمقم، كيف استحضر صالح الشهري وسالم الدوسري كل قوتهم وهم ينتفضون داخل شباك الأرجنتين، ويقولون للجميع بأعلى صوت: هذا السعودي.. لا يعرف المستحيل.