ما أحدثته قضية حمد الله من ضجة إعلامية على كل المنصات ككرة ثلج التهبت لتغير مفاهيم الفيزياء بتدحرجها أحيانًا من الأسفل للعلو، في عالم كرة القدم تعتبر قضية عادية فيها طرف مدعٍ وآخر مدعى عليه، وثالث له علاقة طفيفة بالأمر، وفي النهاية هناك حكم طال الأمد أم قصر سيصدر لنطوي القضية حين ظهوره، لكن ما إن خرج وبان بيان الفيفا إلا والأصوات تعالت من كل مكان عاقلها ونشازها دون هوادة في استخدام الحرف وأناقته وأمانته في المكان الذي يليق به، بل هناك من رمى التهم جزافًا، وهناك مَن برَّر الفشل ورسمه نجاحًا، وهناك مَن كتب لنفسه مجدًا من ورق بناه على خزعبلات تحديات وهمية كان يرددها على نوعية جماهير بفعل التعصب تصدق كل شيء دون فلترة للكلام ودون إيقان بأن مَن يحدثهم مجرد بائع وهم بالمنصات ليستدرج المساكين ليتابعوه.
وأنا أتابع ردود أفعال ما بعد (كسب القضية) لم يصدمني الرئيس الفلاني ولا الإعلامي الفلاني بل ما أثار دهشتي واشمئزازي أن أجد شريحة من المجتمع ما زالت تمشي خلف الأوهام وقراءة سذاجات المتوترين نسبة لتويتر وليس للتوتر الذين يبدو أنهم يقتاتون رزقهم من خلال تغريدة لا يهمهم أن تكون صادقة أم أنها الكذب بعينه، ورغم أنه لا عذر لهم أن تقل أمانتهم أو تنتحر أمام تعصبهم لأنديتهم لكن حينما نتأكد من مرضهم وهوسهم وإفلاسهم حول إيجاد موقع لهم في عالم الإثارة دون أن يكذبوا فإننا نشفق عليهم وعلى المقربين منهم الذين أجزم بأن بعضهم لربما أصيب بالانطواء عن أعين أقرانه خجلًا مما يحدثه لهم قدوتهم الافتراضية من تجنٍّ على سمعتهم وكرامته ببيع كلام في سوق الرخاصة بشيء من الدناءة والتحديات الكاذبة، وتشويه الأحداث واستغلالها للتسويق لنفسه كشخصية مؤثرة، محتواها التزييف والخداع والمكر والفتنة بين الأندية.
قضية حمد الله ما هي إلا واحدة من مئات القضايا التي فشل فيها بعض المؤثرين بإعلامنا وحوَّلوها لقضية رأي عام منحدرة من خلال تعاطيهم معها، فشوهوا من خلال ذلك مفهومنا حول الشخصيات الرياضية التي تعشق الكيانات كما تشاء لكنها بالنهاية تحترم النصوص والقواعد وتأخذها كما هي دون تحريف أو تزييف يشقون به صفوف عدالة الأنظمة الواجب احترامها، وحين يكون لهم وجهة نظر مختلفة فإن المنطق والواقع يحتمان عليهم أن يقولوها بمساحة خالية من الشتيمة والإساءة لأنفسهم قبل الآخرين بألفاظ أكل الزمن عليها وشرب لكنها للأسف ما زالت مهوى أفئدة بعض مرضى الجماهير.
ختاما.. عبدالرزاق كسب القضية واستعاد كامل حقوقه بالقانون الدولي كلاعب تم فسخ عقده بتفاصيل بحثت عنها العدالة فوجدتها، فحكمت له من خلالها، لذا فإن كان لزامًا أن يحتفل أحد بالقرار فهو اللاعب نفسه، بينما على الطرف الآخر تقبل ذلك والتركيز على الحفاظ على مستوى فريقهم في الدوري دون استغفال الجمهور بإيحاءات تقول نحن من كسب القضية، مع أن من حقهم متابعة أي قضية تتعلق باللاعب ولم تنظر بعد.
توقيعي..
كلما جد علم جديد، وبانت أوراق الصدق بروازًا للطهر والنقاء، أثمرت الحياة حبا وشوقا لا يموت.