ستون يوماً لكتابة أمجاد جديدة للوطن تقارب عام 94 بأمريكا أو لربما تزيد، تجعلنا نقول لا بأس و (مرحبلي) بالقرار، ولكن لن يضر صنّاعه نقدنا لهم ولن ينفعنا بكاءُ على لبنٍ مسكوب، لكن قراراً كهذا يجعلنا نتساءل كثيراً عن قتل متعة الدوري وموسمنا الرياضي بأكمله منذ بداياته، وادخالنا مستقبلاً في دوامة العجلة حين العودة من قطر، والأهم من ذلك سؤالنا للقدير (رينارد) هل يملك من المباريات القدر الكافي الذي يجعله محافظاً على رتم لاعبيه ومستوياتهم أفضل مما لو تركهم بأنديتهم الساخنة ملاعبنا بالتنافس شهراً إضافياً ليأخذهم بعده بمعسكر خلق الانسجام وتطبيق جمله التكتيكية بأجواء وقتها أقرب للشتاء من الصيف؟.
مازال الهلال مثار استغراب محبيه من خلال نتائج لاتليق بكيانه الأزرق الذي لايتعب ولايكل ولايمل من الانتصارات والإنجازات واعتلاء المنصات حتى لو لم يكن ركضه إلا في أمتارٍ أخيرة يستطيع من خلالها التفوق على الجميع بقوة النفس وطوله.
لكن من يعود لحال الهلال والعقوبات المغلظة عليه منذ بدء الموسم والتي لم ولن تسمح له بالتسجيل لفترتين متتاليتين، قاصمتين لظهر الزعيم، والذي على جمهوره التفكير بعين النقد الهادف الذي لايربك إدارة مازالت تشق طريقها بفكر اقتصادي عال لربما من خلاله امتلك لوحده مهارة التغريد خارج أسراب المنافسين، وذلك بوجود رئيس بقيمة بن نافل الذي ترعرع إدارياً على يدي مؤسسة الوليد بن طلال ذات الأبعاد البعيدة بفكرها الذي منح الهلال قوة تواصل إعلامي اقتصادي عالمي يمهّد للشركة الزرقاء القادمة.
أما فنياً فعلى اللاعبين أن يستشعروا المسؤولية الملقاة على عواتقهم وأن لايخذلوا ثقة جماهير تهتف لكل واحد منهم باسمه، لكن هل تم توعية اللاعب وتوجيهه وتحفيزه بما يمكن من وسائل الترغيب التي لم يعد يملك النادي سواها كسلاح بيده يمكنه أن يحارب به في كل الاتجاهات المظلمة، حين يلتقي بخصوم كل واحد منهم بطولته الإطاحة بالهلال، لذا على الهلاليين ابتكار الحلول الممكنة لسد فجوة الدفاع التي لم تعد تحتمل وجود جحفلي في ثنايا خطة دياز.
ختاماً نؤكد أن الموسم مازال طويلاً وشاقاً وليس الهلال من يرمي المنديل بسهولة، ولعل الموسم الماضي خير شاهد لفعلته بالاتحاد، حينما منحه فرصة الاقتراب منه بل والتعدي عليه بمراحل لكنه بالنهاية كتب تفاصيل الحسم بيديه ليتوجه جمهوره بالبطولة الأفخم والتي لن يرضى هذا الموسم بما دونها حتى وإن نأت به خطوته وتعثرت البداية، لكن الكبار حينما يعثر لهم خطوة تتسارع باقي خطاهم مقبلة لا مدبرة نحو (المجد) الذي لم يعد يحلو له التواجد إلا كسطر ذهبي يكتبه الزعماء في دواوينهم ناصعة البياض بحبرٍ أزرق.
توقيعي/ الخطأ إن أعقبه اعتراف كبار، وقبلة اعتذار، و مبررات صدق، مع حبٍ بعمق، فإن الآخر يحتار، أيستبدل جنة التائب بالنار فينهار، أم يعفو ويصفح وببذخ الحب يشطح؟.