من اليوم تتوقف الحركة العلمية بالمدارس والجامعات، وموظفو الإدارات الحكومية ومعهم القطاع الخاص لبرهةٍ عن ركض الحياة، احتفالاً واحتفاءً بالوطن في يوم الوطن، ليتحول البلد بأكمله للوحة خضراء، تزهو بالحياة المفعمة بفرحٍ يطرز جنباته بياضُ ينبض بالنقاء، في دولة العطاء، المتسلحة برؤية النماء، التي جعلت من حكام هذه البلاد مضرب مثل عند شعوب العالم، في اجتثاث الفساد، وإحلال أمانة العمل والإخلاص فيه، كدستور بلدٍ أصبح شعبه وقيادته مصدر اعتزازٍ وفخرٍ للمسلمين والعرب.
ولأن على قدر الكرام تأتي المكارم، أتحفنا صاحب السمو الملكي الأمير عبدالرحمن بن مساعد بن عبدالعزيز آل سعود وأتحف الوطن بإحدى روائعه في الأدب الشعري، الذي يستوقف الجميع إكباراً وإجلالاً لهيبته ولذته، وسطوته وحسن حبكته، بتلك القصيدة (المشروع) ذات البعد الفني الكبير، بكلمات سموه، ولحنٍ من الأنيق المتجدد، (سهم) المتفرّد المبدع، وبأداء عندليب السعودية، عبدالمجيد عبدالله، الذي صدح مزامنةً كتوقيتٍ ملكي فاخر بتلك الكلمات، مع بزوغ فجر يوم متجدّد في كل عامٍ جديد، ففاق العمل حدود النجاح، بمتابعة هؤلاء النخبة الذين طربوا وأطربونا معهم بقصيدة (جواب الأسئلة) التي كتبت عنواناً جديداً لفصل جديد، من بذخ الأغنية السعودية ـ التي دائماً ما تجمّل (الوطن)، ويجمّلها في مناسباته الخالدة ـ والتي بدأ الأمير مطلعها بقوله:
هي جواب الأسئلة إن أعياك الفضول وهي غرام الأفئدة ربيعنا بكل الفصـــــــــول
هي دماء عروقنا هي غيثنا وبروقنـا هي دعانا المستجاب وهي توافيق القبـــــول
إلى أن انتهى الأمير بهذين البيتين اللذين تحتار في حسنهما:
هي بدايات المحبة، هي صبابات الأحبة هي دوا المضنى وطبّه، هي خلاصات الحلول
نحمد المعطي وهبنا، السعوديـــة ذهبنا لا وربي ما كذبنا، صـــــــــــــادقين بما نقول
ختاماً لكلٍ منا موهبته التي حباه الله بها، لذا علينا أن ننثر كل إبداعاتنا اليوم، كأقل واجب يمكن أن نهديه للوطن في يومه، الذي خلد الملك عبدالعزيز رحمه الله لنا فيه أجمل الذكرى وأقوى الذكريات، من خلال ملحمة وطن، استعاد فيها ديار أهله وأجداده، وأعاد للدين قوته، وللمكان هيبته، وللإنسان عزته، بعد أن استفحل الجهل والظلام أرجاء الجزيرة، لتصبح على يديه مملكة السلام، ذات الظلال الوارف، والبريق الخاطف، لتعلن من جديد، يوم التوحيد المجيد.
توقيعي:
جواب الأسئلة، هي حروف الأدب، من أمير يذهلْك لا من كتب، ذي هبوب العاصفة، وسما تبرق تراعد، ذي لآلئ متراصفة، ذات هيبة، تختفي في مسارحها المقاعد، إن كان للشعر فن، فزهواه نبض الوطن، وإن كان الفن مسرحا للقصيد، فأنت زعيمه، وأميره، والعقيد، الله أبا فيصل من شيءٍ تفعله، إجاباتك، أخمدت نار الأسئلة.