منذ فترة والمملكة العربية السعودية، رغم عظمتها الدينية، والاقتصادية، والاجتماعية، والسياحية حاليا، إلا أن من أهم ما كان ينقصها لتظهر ثقلها السياسي ومكانتها الإستراتيجية أمام شعوب العالم هو (القوة الناعمة)، التي صارت بمثابة السلاح الأول للدفاع عن الأوطان ومعتقداتها، وممتلكاتها، ورؤاها، بل وأحيانا تكون رأس الحربة في الهجوم على مَن يتعدى على الوطن ولحمته، للأسف دول أقل منا عددًا، وعدادًا، فكرًا، ومنهجًا، أرضًا، وموطنًا، إنسانًا، وعلمًا، إنجازًا، ومنجزًا، وثقلًا سياسيًّا، واقتصاديًّا، وإرثًا ثقافيًّا، إلا أنهم تفوقوا علينا بقواهم الناعمة، فسبقونا بالوصول لشعوب العالم، وأظهروا سماحتهم ووسطيتهم، ورقيهم، وعدالتهم، واحترامهم لحقوق الإنسان، وشيئا من مواهبهم، بينما لو تأملنا ما تمتلكه بلادنا من (إنسان ومكان) لوجدنا البون شاسعًا، والاختلاف واسعًا بيننا وبينهم، فنحن متفوقون بكل تلك المجالات، ومن الظلم أن يقارن بنا كائن مَن كان على وجه الأرض، لكن للأسف لا يعرفنا سوى الساسة، وقليل من إعلام الغرب والشرق، الذين قرأوا وطافوا الديار، لكن حين ينزلون لشوارعهم فإنهم لا يأبهون الكذب على شعوبهم، باتهامنا بكل ما لا يليق، فهم أمام شعوب مسكينة، لا يعرفون عنا إلا أننا دولة النفط الأولى، وعدا ذلك لا مصدر لهم للتعرف علينا إلا ما يمليه إعلامهم الكاذب، وقادة همّهم الوصول للكراسي حتى إن زوّروا الحقائق ظلمًا لمملكة تستحي (منظمات العالم) بأكملها وتتقزم أمام عظمتها في إعطاء الحقوق لأهلها، وعدم تفريقها بين الأجناس والأديان، والمذاهب والألوان، على أرضها، لكنها لعدم خشية قوة إعلامنا بوقت ما، فإن تلك المنظمات شاركت هؤلاء المرضى بتشويه صورة السعودية أمام شعوب العالم الغافلة، لذا ومع رؤية المملكة الجديدة، والسديدة، والحكيمة، فإننا وبحمد الله أحدثنا نقلة نوعية لا يمكن لعاقل أن يتجاوزه (الذهول) دون أن يشعر به، من خلال تلك الدقة والسرعة في الإنجاز للوصول لما وصلنا إليه من إبهار العالم، حينما كشفنا لهم وجهنا الحقيقي الناصع البياض في تعاملنا مع أرضنا الطاهرة وساكنيها، ومعادنها النفيسة وثرواتها وكيف التحكم ببيعها وتوزيعها، بإرادة مصالحنا لا فرضا ولا إملاء من أحد، وبمنتهى القوة التي صارت سواعدنا تصنعها وتحمينا بها، لذا آن الأوان مع كل هذا التغير المبهر للكرة الأرضية أن تصاحبه قوة ناعمة، بدأنا نلمسها في حساب الأمير عبدالرحمن بن مساعد الأشبه بوزارة دفاع ناعمة، وبانطلاقة رياضية من خلال ناد لشقيقه في الإنجليز، ولن ننتهي بإذن الله بنيوكاسل، وبالطبع لن نغفل ألميريا الذي صنع له المستشار تركي آل الشيخ مجدا بإسبانيا، ولعله بالأمس لوى أعناق آسيا كلها تجاه بلادنا، من خلال الهلال وغزله الباذخ جمالا، وهو يتحدث عن أسطورة العالم يوسف الثنيان، ووعده قريبا بمباراة مع النصر.
توقيعي:
كثير يرحل وهو لم يكتشف توأمة روحه، ليس لأنه لم يبحث عنها، بل لأنه لا يعلم بذلك.