أسطورتان وجها لوجه، سامي المقدم والضيف ماجد، في ليلة رمضانية فشلت المتعصبين وأخجلتهم من أنفسهم، فإلى وقتنا الحالي ما زال بعض النصراويين يعتبر إخراج سامي من دائرة أساطير الكرة السعودية شرطا لتشجيع فريقهم، رغم أنه وبالأرقام أحد أهم أساطيرنا مع من يجلس أمامه في (برنامج ذات)، بينما الهلاليون لا يرون وجها للمقارنة بينهما، ويتجاهلون الأهداف الماجدية التي لا يمكن للتاريخ أن يطمسها بجرة قلم متعصب.
لنتفق إذن أن هناك أسطورتين حملا الذهب باسم الوطن، وحلقا بعيدا بطموحات المشجع السعودي، إلى منصات التتويج العالمية، وساهما ببراعة في حضورنا لكل المحافل.
وبعد لقاء البساطة والأناقة، الذي تابعه الملايين بالأمس، وسامي يتناول ذكرياته مع ضيفه بشيء من التواضع، الذي يستحقه ماجد لفارق السن بينهما، وحينما يبادله الأسمراني ذات المشاعر، ويضيف أن تواجده أمام سامي في اللقاء شرف كان حريصا عليه، فهنا يجب أن نقف أمام أسطورتين من نوع آخر، أساطير بكرة القدم وحتى بدونها.
لم يعد لأي كائن من كان بعد لقاء (ذات) أن يأتي ليقدم نفسه كإعلامي على حساب الأسطورتين ليحجب اللقب عن أحدهما، فكلا النجمين اعترف أمام الملأ أن كليهما أسطورة، بل كشفا مواقف مع بداياتهما مع المنتخب تقطع الشك باليقين بأن الكثير منا وقع ضحية إعلام متعصب لم يسمح للهلاليين بالاستمتاع بقدرات ماجد وأهدافه، والنصراويون كذلك حرموا أنفسهم الظهور بثوب المصداقية الذي لو لبسوه حين التحدث عن سامي، لأنصفوه وأنصفوا أرقامه التي لا تكذب.
مثل هذه البرامج التي يديرها الكبار وتستضيف الكبار تعتبر قوة ناعمة لزرع مبادئ عجزت منابر الوعظ أن تحدثها في نفوس أغرقها الإعلام منذ سنوات، في وحل تعصبه، لذا شكرا (ذات) وللقائمين عليه وأولهم سامي اللاعب، والمذيع، والذي لولاه لربما خفت نجم البرنامج، وشكرا لانطلاقة بدأت بصاحب السمو الملكي الأمير عبدالرحمن بن مساعد ليعطي بشعره، وبلاغته الباذخة، وشعبيته الطاغية بحب الوطن، وهجا للبرنامج لوى أعناق الناس إليه، ليتناغم بعده (دويتو) فخم، نجماه سامي الجابر وماجد عبدالله.
من الليلة ماجد أسطورة، وسامي أسطورة، ولا يمنع أن يكون الدعيع من الأساطير، وكذلك عبدالجواد ودابو، وجميل والخليوي، ومحيسن وفهد، وأنور ونور والقائمة تطول، فبحسب تعريف ماجد للأسطورة بأن (من أمضى عشر سنوات أساسيا في ناديه ومنتخبه، يعتبر أسطورة زمانه).
تعمدت ألا يكون الثنيان بين الأسماء السابقة، ليس تقليلا منهم، وإنما لأن يوسف أسطورة تزاحم بيليه ومارادونا، رضي من رضي وأبى من أبى، ومن فاته عهد الثنيان فما زال (العم قوقل) محتفظا ببعض مهاراته، التي لا يحاكيه فيها اليوم إلا كرستيانو وميسي.
توقيعي/
الحب عزف على أنغام قيثارة الجمال، لا يجيد الرقص على مسرحه إلا الأنقياء.