لا علاقة لأخطاء التحكيم بتحقيق البطولات، ولا شأن لعمل اللجان باعتلاء المنصات، والدعم بالملايين قد يكون أحد شروطها لكنه ليس الركن الأساس، وإلا لما رأينا البرازيل بفقرها الرقم الأصعب كروياً، وأمريكا بعظمتها تكاد تخلو من المنجزات.
لذلك الرياضي الحقيقي يعي تماماً بأن حصد الألقاب هي لغة الأبطال التي لا يجلبها لهم سوى الميدان، وليس بتصيد الأخطاء ورصدها وتضخيمها والعيش في دوامة المؤامرات التي يبدو أنها مازالت متلازمة مع بني يعرب ومتأصلة فيهم للأسف.
بالأمس البعيد شطبت قيادتنا الرياضية أفضل قائد عربي وكابتن منتخبنا السعودي والشريك بأهم منجزاته، بشكل عاجل ودون سماع منه، أو من محاميه والإعلاميين، لكن فريقه الهلال لم يتحطّم أو يتحلطم أمام قرار قوي هز لحظتها أركان النادي، وإنما صمد وقاوم وعاد لتمريناته بهدوء، أعقبه بلغة الأرقام أنه بطل لم يلتفت للعابسة في وجيههم شقاوة الحياة وزينتها الرياضية الفاتنة، فحققوا ما عجز عنه الجميع، ومازالوا...
واليوم نبارك للاتحاد إن حقق الدوري، ونقول له (تستاهلوا أكثر)، فهذا نتاج عمل إداري وشرفي واستقطابات يكفي أن من بينها قروهي وحجازي والتجديد لروما، والظفر بالساطي، لذلك ظلماً ـ في ظل ذلك ـ أن نتجاهل كل معطيات الفوز التي توفرت ونقفز لبلنتي لم يحتسبه حكم ضدهم، أو لفار منحهم من وجهة نظره لركلة جزاء غير صحيحة.
فلا نسب للانتصارات إلا لأب واحد اسمه (العمل الجماعي للنجاح)، وعدا ذلك هراءات للتسلية والاستهلاك الإعلامي.
لذا فليحذر الاتحاديون فخ الركون لتحليل أخطاء الحكام، أو الانشغال بالدفاع عن تصريحات حامد المستفزة للمشرّع الرياضي، ونسيان مباراة إيقاف حمد الله لعلمهم المسبق بأنه لم يكن ليتمكن من لعب المباراة الموقوف فيها للإصابة، فكان قرار إيقافه مهذّباً، ظاهره التلفظ بالممرات، وربما باطنه الإصابة، لذا تحذيري للاتحاديين أن ينشغلوا بعميدهم، ففيه ما يشغلهم كالتحفيز، والتدريب المتواصل، قبل أن يخطف منهم الهلال اللقب، واتحادهم مازال يعلم محبيه كيف يمشي كدا كدا !!!
ورغم أن مهمة الهلال صعبة جدًا إلا أنها ليست مستحيلة في ظل معنويات ارتفعت مع دياز، وعودة أهم مصابيه، ونأيه عن مناوشات بعض إعلام المنافسين، التي أثبتت نفعها للأزرق رغم حمى وطيسها، التي لا يلقي لها الهلاليون بالاً وإن كانت موجهة إليهم.
توقيعي:
عندما تختفي الصور، تموت براويزها، معلقةً على جدران الزمن.
@shumrany