بمرسوم ملكي.. تمت تسمية النادي العاصمي بالهلال، مما منح محبيه حق اللقب الملكي بامتياز، بينما يرى أهلي جدة أنه الأجدر باللقب لكونه إلى هذه اللحظة الأكثر تحقيقا لكأس الملك، وبين تلك المعطيات لجماهير الناديين المفتونة بهذا اللقب نجد قصصًا من الغضب وحكايات من التعصب، التي تجاوزوا بها حدود الإثارة، لعالم من السماجة والسذاجة جعلت المشرع الرياضي في زمن ما يمنع تداول هذا اللقب على منابره الرسمية.
فارس في نجد، وللدهناء فارس آخر، ومع ذلك يرى الاتفاقيون والنصراويون أن كليهما فارس، دون شد وجذب بين جماهيرهم حول ذلك اللقب الذي يكاد حتى الوحداويون يشاركونهم فيه تحت مسمى (فرسان مكة).
إذن ما الذي يمنع الهلال والأهلي من أن يمنحا البلد خصوصية أخرى؟؟ بأن يتقاسما اللقب ويصبح الهلال ملكي العاصمة، والأهلي ملكي جدة، دون شعور أي منهما بالاستفزاز حينما يتغنى منافسه باللقب.
أتمنى كغيري من العقلاء أن تعنون الصحف لمباراة الهلال والأهلي القادمة، وتتحدث عنها البرامج، ويصفها المعلق ليلتها بأنها (كلاسيكو الملوك)، وبعدها لنتفرغ لمشاهدة كرة قدم حقيقية عودنا عليها الفريقان داخل الملعب بعيدا عن (شحن نفسي) لا علاقة له باللعبة، يتسلل أحيانا للاعبين فيضعف تركيزهم، فتخور قواهم، فيقل عطاؤهم، ويهب الريح بمتعتنا الفنية على المدرجات المريضة بالتعصب.
الواثقون من أنفسهم فنيًا وتاريخيًا من أنصار الفريقين لن يترددوا في قبول المقترح، لعلمهم بأن الكيانات لا تتوقف عند لقب، ولقب لا يمكنه أن يهزمك، أو أن يهز عرش أمجادك، أو يحول بينك وبين مجد قادم، تصنعه الميادين، وليس الألقاب.
وبعيدًا عن لقب الملكي، سنتحدث عن لقب الدوري الذي ما زال في ميدان التنافس بين الاتحاد والهلال وليس بمستحيل عن النصر، ولكن يبقى الأول هو الأقرب لتحقيقه، وفقًا لحصاد الدور الأول، الذي ساعده في البقاء في نشوة الانتصارات حتى واصل نغمة الفوز رغم الغيابات، لكنه لو توقف للحظة لتحليل أخطاء حكام مباريات المنافسين، أو تحليلات مساحات الآخرين، أو التجاذب مع إعلام جيرانه، فإنها الفرصة الحقيقية للهلال لانتزاع اللقب من فم الأسد، فسر انتصارات الأزرق تركيزه على الملعب وتركه مهاترات الإعلام ولغط التحكيم الذي يتضرر منه كغيره (طعمًا) يشغل به الآخرين عنه.
عادت الحياة للمدرجات من جديد، والهدايا الثلاث لها دور في ذلك، يشكر عليه المنظمون، لذا من المعيب على الأندية أن تكون سببا مباشرا لعودة عزوف بعض الطبقات المحبة لكرة القدم، وصاحبة الصوت الذي يبعث الحماس والانتعاش لدورينا، بسبب رفع قيمة التذاكر بشكل مبالغ فيه.
توقيعي:
النجاة بنصف ثيابنا الساترة، خير من الغرق بها كاملة.