عندما تصف بعض الجماهير كل قرار جيد، أو صفقة احترافية، أو بطولة، أو حتى بطاقة حمراء تقديرية لحكم أجنبي بأنها مؤامرة لإيقاع الظلم بهم، فهم من حيث لا يعلمون يشعروننا بأنهم يحملون تاريخاً أسود من الظلم للغير، لأننا ببساطة نؤمن بأن (الجزاء من جنس العمل).
بالأمس كانوا يصفون الاحتراف عندنا بالانحراف، وأنه رغم السنين ما زال بطعم الهواية، وحين تجاوزنا ذلك وبدأنا نعيشه على أصوله العالمية، وكأننا في سوق (عرض وطلب)، والغلبة (لمن يدفع أكثر)، ظهرت لنا نفس الأصوات بنغمة جديدة اسمها (الريال وبرشلونة، والأهلي والزمالك) وكأنهم يقولون ـ من حيث لا يعلمون أيضاً ـ بأن صناعة كرة القدم وعالميتها مفصلة لناديين فقط، بينما كياناتهم لا تليق بهم هذه الاحترافية العالية، ولا يجيدون التعامل معها، وهذه العقلية التي تفكر بنظرية المؤامرة كفيلة بإعاقة التطور المتسارع برياضتنا، وربما تعيدنا للوراء بعد أن تجاوزنا المنعطفات الأخيرة والخطيرة.
العويس حينما غادر الشباب لعيون الأهلي كان الأمر احترافاً، وحينما فضّل اللعب بكأس العالم للأندية مع الهلال بصفقة احترافية خالية من الشبهات غمز وهمز البعض بأن ذلك انحراف في منظومة الاحتراف.
سعود وعبدالإله المالكي، يفضلان اللعب في العاصمة الحبيبة بدلاً من البقاء في حضن العروس الفاتنة، بينما لحظة واحدة تخيّل فيها (كنو) بأنه سيغادر (بذخ) البطولات ومنصاتها الفارهة، جعلته يفضّل ملايين بلون السماء على أخرى ضربتها الشمس فأعطت لمعاناً فضله عبدالفتاح عسيري ـ يوماً ـ على خضر (الملاليم) ولم يلمه أحد.
(حجازي، وبانيقا) توقعا، وليس معلومة مؤكدة، أظنهما لن يغادرا الليث والاتي ـ على الأقل ـ بالوقت القريب، وربما لم يفاوضهما أحد، رغم عدم حرمة ذلك، ولكن حتى تتحرك كرة الثلج الملتهبة بشكل يثير عواطف جماهير الأندية المغلوبة على أمرها (فنياً)، فإنه يتم الآن بطريقة شبه منظمة التجييش في وسائل التواصل وبعض البرامج ضد عجلة التطور برياضتنا، مستغلين مشاركة أحد أندية الوطن على مستوى العالم، واعتبار سعيه (لدعم) صفوفه في المحفل العالمي الذي سيشرفنا جميعاً فيه، بأنه مؤامرة وسياسة يتبناها اتحاد القدم ولجانه على حساب الأندية (الفقيرة) مالياً أو إدارياً.
أتمنى من بعض (المؤثرين) أن يطالبوا إدارات أنديتهم وأعضاء شرفهم بأن يحذوا حذو (الناجحين) في استقطاب أعضاء الشرف الداعمين، وجلب رعاياتٍ قادرة على تمويلهم، ليسايروا تطور البلد المتسارع في كل شيء، والذي لن ينتظر من ما زال يعيش تحت وطأة (نظرياتٍ) أصبحت بالية، ويستغلها بعض مسيري أنديتهم شماعةً للفشل.
توقيعي /
نتقدم بخالص العزاء والمواساة للإعلامي العالمي الأستاذ عيسى الجوكم وعائلته الكريمة في وفاة والده رحمه الله، وأسكنه فسيح جناته، وإنا لله وإنا إليه راجعون.