يبدو أن ملعب جامعة الملك سعود موعود بالألقاب منذ أن طرح للاستثمار، ولم لا وكماشتا الإعلام الأقوى تتناوبان عليه من خلال الهلال والنصر. قبل سنوات كان يطلق عليه (حديقة مرابط) وبعد أن أصبح لمرسول بارك لم أستبعد حينها أن يصبح (حديقةً لقوميز)، لكن لم يدر بخلدي بأن تمنح الجماهير الملعب لقباً آخر باسم المدافع (علي البليهي) فهو ليس بهداف الهلال ولا قائده، لكن أحداث الديربي الآسيوي قالت كلمتها تلك الليلة، وسواءً اعتبرنا ما قام به اللاعب خطأ أم أنه ردة فعل طبيعية في عالم إثارة كرة القدم، إلا أنه لم تعل صورة بعد تلك اللحظة فوق صورة (العلم الأزرق) الذي غرسه البليهي بوسط ملعبهم، الذي كان يجول فيه علمهم الأصفر بالخيول وراكبيها عند افتتاحهم له، ولكن الفوز الحقيقي بالميدان هو ما يلفت الانتباه في نهاية الأمر.
لن أتحدث كثيراً عن أحداث ما بعد المباراة فقد حذرت من بعضها قبل صافرة الأسترالي بساعات من خلال مقال الأسبوع الماضي، ولن أستعيد وأعيد ما كتبته عن (حسين عبدالغني) منذ أول أيام توليه إدارة الفريق، ويكفي التذكير بعنوان المقال آنذاك وهو (عبدالغني ولد عم الحلافي)..! لكن ما يمكن قوله الآن إن النصراويين ومنذ رحيل (كحيلان) وهم يدورون في فلك (يودي وما يجيب)، فكل الملايين التي تدفع اليوم ـ وللأسف ـ تمشي على أرض رخوة فتنثرها الرياح بكل اتجاه، وعندما يحاولون لملمتها لأجل دفع مهر آسيا أو كعربون لبطولة الدوري، فإنهم يفاجؤون بالمشي عكس اتجاه الريح، فتختل عندهم موازين القوى، ولا نستغرب حينها إن لبس أحد لاعبيهم ثياب الرئيس.
النصر بحاجة لرئيس، وحتى لا نظلم (الإعلامي) مسلي الذي أتى للعمل ولم يأت للتسلية، فإننا نخفف العبارة ونقول الفريق يحتاج لإداري يمتلك كاريزما قوية بفكرها وليس (بعضلاتها) التي ولى زمنها منذ الألفية الماضية، ولكن حين لا يدرك الرئيس أهمية ذلك فإنه سيضطر جماهيره يوماً لتقول له/ (وترحل.. صرختي تذبل في (نادي) لا صدى يوصل.. ولا باقي أنين)..! أما الهلاليون فلأجل التجهيز للحلم الآسيوي الثامن فكل ما عليهم استغلال مبارياتهم الدورية القادمة، فهناك غيابات أبرزها اللاعب القضية الذي حصل على كرتين أصفرين في مباراتين متتاليتين بنفس الطريقة والأسلوب مما يدعو الإدارة ـ إن كانت محترفة ـ أن تناقش ذلك مع اللاعب حتى لا تتكرر مثل هذه الأخطاء التي تدفع بعض الأندية ثمنها بطولات.
توقيعي /
الإسراف الذي لا يرفع صاحبه، ولا يمنحه الألقاب الكريمة، هو جزء من (الهياط) والعبث.