،،
لن أتحدث عن نتيجة مباراتين خاضهما منتخبنا أمام فيتنام وعمان، ولن أتنبأ بمستقبل التأهل لكأس العالم الذي ما زال في طريقه شبح (اليابان) التي تخشانا ونخشاها.
،،
لكن المؤلم عندما يتصدّر مشهد الحديث عن منتخبنا سواءً بالفرح له، أو الغضب منه فئة شوهها (التعصب) وأنهكتنا به.
،،
لا أذكر ـ قريباً ـ أنني قد سمعت كلمة (اللاعب السعودي) فالكل صار ينسب لناديه، وتحول بعض الإعلاميين لأدوات تهكم وتعصب وتصفية حسابات، لدرجة أن اللاعب الذي يمثل فرقهم المفضلة لا يخطئ، وإن أخطأ فهي هفوة يحرم انتقاده عليها، وإن كلفتنا مباراة أو حتى بطولة، أما اللاعب المتميز فلا يعطى حقه إلا إن وافق ميول صاحبنا المتحدث.
،،
لا يختلف اثنان على ما نمتلكه من رياضة قوية، وملاعب جاهزة، وقيادة داعمة، لكن ما زال جزء من إعلامنا يخذلنا بتعصب مقيت، شوه به احترافنا الذي سابقنا بها الجميع، ولم نسبقهم.
،،
كم تمنيت نصراوياً يمتدح ياسر الشهراني ويهديه نجومية المباراة، وهلالياً ينصف الظهير الأيمن الغنام، أما إعلام الأهلي والاتحاد فلا استثناء لهم.
،،
أعلم جيداً ـ ولكنني لا أتفهّم ـ أن بعضاً من الإعلام البارز يكون همه عدد الرتويت، وزيادة المتابعين على حساب منتخب بلاده، وعلى حساب الكلمة الصادقة، التي كنا ننتظرها في مساحته المتاحة.
،،
الميول والانتماء أشياء جميلة تعتبر ملح الرياضة ونكهتها، لكن بحدود لا تخرجها عن نص اللباقة، ومضمارها الذي يتنافسون فيه هذه الأيام ـ وللأسف ـ حول من يسقط منهم أولاً في (وحل)، لم يعد أحدهم يستحي من اتساخ ثيابه منه.
،،
حولنا يختلفون وترتفع أصواتهم لأجل كتابة صفحة سوداء عن رياضتنا، بأيادٍ سعودية أتوا بها لهذا الغرض الرخيص، بينما تختفي كل الألوان عندهم حينما يتحدثون عن منتخبات بلادهم.
،،
المصيبة بعض (إعلامنا السعودي) ليس فقير مال ولا شهرة، حتى يظهر معظم مؤثريه بهذا الشكل المخجل الذي يتحكم فيه الميول لدرجة تصل أن يتمنى أحدهم ضياع ركلة جزاء حاسمة للتأهل، بسبب أن المنفذ من الفريق المنافس له.
،،
ويا من تنشد عن حال رياضتنا، هذا حالها مع إعلاميين برتبة مشجعين، يصفقون اليوم، وغداً يعلقون المشانق، حسب أهوائهم، لا حسب نجاح العمل وفشله.
،،
للأمانة اشتقنا لإعلام منصف، يسمع له المسؤول فيستفيد، واللاعب فلا ينغر، والنشء فيقتدي، والبيوت فتهدأ شياطين التعصب فيها، والشوارع فتتعلم كيف الفرح، وكيف تنام صامتة كأقصى تعابير الحزن إن خاننا التوفيق.
،،
ختاماً.. فليسامحنا منتخبنا على أخطاء زملاء ما زالوا يعتقدون بأن النادي أولاً والمنتخب آخراً، ونعدك أيها الأخضر بأن نكون صفاً واحداً معك لا تفرقنا فيه ألوان الأندية.
،،
توقيعي:
المتعثرون بكتاباتهم لا يستطيعون دفع القارئ إلى الأمام..!!!