(ما لقوا في الورد عيب، قالوا أحمر الخدين)..
هذا المثل ينطبق على مدرب الاتحاد (كاريلي) الذي خانه التعبير حينما صرّح بعد (الإقالة) بأن منجزه الذي يفتخر به إنقاذ فريقه من (الهبوط).
فالعمل دائما يسجّل باسم المنظومة، فإن شارف الفريق على الهبوط فهو يتحمل جزءا من ذلك، وإن على حد قوله كانوا من (الناجين) فهو مجرد شريك لهم ولا ينسب له ـ وحده ـ فضل البقاء.
نعم ندرك أن بقاء الاتحاد قبل موسمين كان أشبه بالمعجزة، ومن يعرف الوضعين المادي والمعنوي حينها فقد يرى البقاء إنجازا لهم، لكن لا يصل يا (كاريلي) بأن تستخدم ذلك ورقة مباهاة ومفاخرة على نادٍ لم ولن تصل بتاريخك كله لمباراة واحدة لعبها على نهائي أكبر القارات، وحقق بطولتها لأكثر من مرة، أو لمباراة (مونديالية) ما زال الكثيرون بالعالم يحلمون بمثلها، ورغم أنني لم أكن ميالا لإلغاء عقدك، ولا متحمسا لبقائك، إلا أنني أقول ما هكذا تورد الإبل، وخاصة عندما تتعامل مع كيانات لها جذورها العالمية في سماء كرة القدم.
نعود إلى ليلة (المغرب) التي خسر فيها الاتحاد، وانهزم فيها اللاعبون، فدفع الثمن المدرب، الذي غادر قبل صعوده لطائرة جدة، في وقتٍ لم يكن لدى (أنمار) وإدارته أي نوايا لإقالته وإن قالوا بعد النهائي ما قالوه.
لقد خسر الاتحاد لحظة حصول (سد النيل) أحمد حجازي على البطاقة الصفراء الثانية في مباراة نصف النهائي، واتضح ذلك جليا حينما أصبح الدفاع ليلة النهائي أشبه بشوارع مليئة بالحفر التي غطاها المطر.
وللأمانة كاد (رومارينيو) يقلب الموازين رغم العثرات الخلفية، فكانت ليلة (الرباط) ليلته، إذ قاتل واستبسل وهاجم بضراوة وتفنن في التسجيل، وقد وصل به الأمر بأن يسجل ركلتي جزاء بالوقت الأصلي لم تمنعه من تسجيل الثالثة في (ركلات الترجيح) رغم أنه يسدد أمام حارس يجيد التصدي، بينما لاعب خبير وشارة القيادة على يده، والآمال معقودة عليه لم يستطع أن يساعد (روما) والمجموعة لاقتناص الفوز بالأشواط الأصلية، والأسوأ إخفاقه في تسجيل (بلنتي البطولة) مع (لاعبين) لن نلومهم ـ بقدر ملامتنا لفهد ـ وأولهم ذلك البرازيلي الأشقر الذي أعتقد بأن كلمة محترف لا تليق به.
بكل شرف للعرب وبطولتهم المليونية قدم الاتحاد والرجاء المغربي نهائيا مجنونا سيبقى خالدا في ذاكرة الرياضيين، وسنتذكر فيه الثمانية الأهداف والحكم المصري الذي أتمنى أن نراه يوما بدورينا، ولن ننسى بكل تأكيد لحظات التتويج بجوائز البطولة التي لم تمنع الجائحة وزير رياضتنا من تقديمها للعرب في ليلتهم الخالدة باسم ملك المغرب.
توقيعي
في قانون (الكبار)، يجب أن يكون (الرحيل) من بوابة الاحترام، مهما كان قراره صادما.