عادةً المنتخب الأول هو من يزاحم الأندية على الأضواء ليسرق على استحياءٍ شديد بعضاً من حضورها الإعلامي.
أما أن تجد منتخباً أولومبياً أو لفئة سنية معينة يخطف الوهج الإعلامي من ساحة الصيف وتعاقداته ويلوي الأعناق إليه فهذه جديدة ولم تحدث منذ عرفنا كرة القدم إلا مع مدرب منتخبنا الأولمبي الكابتن سعد الشهري.
فهل هي مصادفة قد تحدث مرة كل مائة عام، أم هو الحظ السيئ الذي وضع سعد بين كماشتي (الهلال والنصر) أم إنها الفلسفة الزائدة والمتعمدة من المدرب حتى يجد هو ومنتخب أحلامنا مزيداً من (الفلاشات) التي كان يعتقد أنها ستخدمه فنياً أو حتى إعلامياً في مهمة بدأت ولم نكن نتوقع نتائجها تلك.
أشياء حدثت لمنتخبنا الأولمبي بعضها طبيعي جداً وتم تهويله إعلامياً وتضخيمه لأهداف جماهيرية تحكمها العواطف، كاستدعاء الشهراني الذي يلعب بالقدمين كظهير عصري له نزعته الهجومية، وأيضاً لا يختلف اثنان على اختيار الموهبة السعودية سالم الدوسري لتدعيم صفوف المنتخب في طوكيو.
لو تمت الاختيارات الفنية وفق ما سبق وتم استقطاب لاعب ثالث جاهز تماماً، وخانته شاغرة بوضوح كحارس مرمى أو صانع لعب متمكن أو أي لاعب لا يمكن أن يعوضه أحد صغار المنتخب، لمشت الأمور دون ضجيج (أندية العاصمة)، لكن الزج بلاعب خارج من إصابة في سن تجاوز الثلاثين وفي خانة بها من يعوضه إلى حدٍ ما، ليكن الطاقم الثلاثي من فريق واحد يجعل (علامات الاستفهام) تحضر بمعسكر طوكيو دون الحاجة لأن يستجلبها أحدهم من الرياض.
لاحظ بأنني لم أتكلم بعد عن الممارسات الفنية داخل الملعب الإيجابية أو السلبية منها لأن المكتوب بان من عنوانه قبل أن نقارع ساحل العاج الأسهل ونخسر منه، لنعتمد على الروح التي لا تكفي لمواجهة الألمان، وقبل أن تقص لنا البرازيل تذاكر مغادرة اليابان بأي نتيجة يمكن تخيلها.
ختاماً نستطيع أن نبتعد عن تقييمات بعض المشجعين والإعلاميين المتعصبين لتجربة الشهري التي بنوها على حب أنديتهم، لنعطيه العلامة الكاملة في النجاح الإعلامي الذي جعلنا نتابع التجربة الأولمبية هذه المرة بشغف، أما التجربة الفنية فليس أدق وأوضح وأصدق من النتائج التي شاهدها الجميع.
توقيعي/
إذا أردت أن تأخذ أحداً معك، فلا تجره باليد التي قد توجعه.