…
ماذا لو لم تكن الإثارة حاضرة في رياضتنا؟
…
باعتقادي ستكون باردة وذات طعم ليست له نكهة يشعر المتلقي بلذتها، وحينها ستقل المتابعة ويكاد يختفي الإعلان القوي وسيتوارى الاستثمار رويداً رويداً مما يمهد لموت الخصخصة وهي التي بدأت تحلم بالحياة لأول مرة مع هذا الوزير الرياضي.
…
في المقابل كثير من إثارتنا الإعلامية باتت عبئاً على (رياضتنا) ومسؤوليها وخرجت عن حدود الملعب والأخلاق أحياناً، من خلال (تعصب مقيت) لم يعد يخفى على أحد.
…
الكل أخذ راحته الفضائية همزاً ولمزاً في رموز الرياضة، والتشكيك بالمنجزات والانتقاص من الكيانات والقفز على تاريخها بحجة حرية الإعلام المطلقة.
…
ومع كل هذا التعصب الذي أصبح علامة لبعض برامجنا، وحسابات بعض أساتذة الإعلام (الموثقة) بمواقع التواصل لم يعد أمام المحب لأدبيات اللعبة وفن إدارة إعلامها والعاشق لوطنه إلا ترديد (من أمن العقوبة أساء الأدب!).
…
إعلام دول أقل منا رياضةً وخبرةً بالإعلام تفوقوا علينا بالإثارة وصارت برامجهم حديث (مجالس)، وحركوا البوصلة نحوهم، وبرغم ضجيجهم لم يصرخ أحدهم يوماً في وجه الآخر ليستنقص من رموزهم وكياناتهم المحلية ولم يشككوا بمنجزات أنديتهم، أما منتخباتهم ولاعبوها فهي منطقة محرمة على التعصب، بعكس إعلامنا الذي نحدد ميول أحدهم من خلال حديثه عن لاعبي منتخبه.
…
ندرك أن الأندية لم تعد تمطر ذهباً على الإعلام المنتمي لها، لكن ظاهرة (زيادة المتابعين) كانت الفخ الذي أسقط أكثرهم وصاروا أشبه بمشاهير (الفلس) الذين يعملون ـ ما لا يتوقعه منهم حتى أطفالهم ـ لأجل الاطراد في هذه الزيادة.
..
قد نكون عقلانيين حينما نطالب بوقف التعصب لكن لن نكون منطقيين لارتباط هذا التعصب بتلك الإثارة التي ينشدها المسؤول لتسويق منتجه الرياضي.
..
لذلك ومن منبر (مستقبل الإعلام الجديد يبدأ من اليوم) أقترح على وزيري الرياضة والإعلام أن يصيغا بنوداً لا تمنع الإثارة وإنما تقنن التعصب للحد الأدنى من خلال السماح باستمرار الطرح الإعلامي كما هو عليه من شد وجذب نحو الأندية واللاعبين والمسابقات واللجان بشرط أن يقتصر الحديث في ذلك على بطولات الموسم الفائت والحالي وعدم الخوض في ماضٍ المساس به هو تعدٍ على (رياضتنا) وكياناتها ورموزها التي من الأهمية بمكان عدم الإساءة لها أمام من ينظرون لنا من (الخارج) بأننا ما زلنا في الصفوف الأولى.
…
توقيعي
..
فلنعش اللحظة ونخبر العالم بإنجازاتنا بدل التقوقع وراء عبارات بالية مثل (العالمية بالترشيح، ويد النزهان، وثلاثة دوري وصفر آسيا، ومن هو مؤسس ناديكم) وغيرها من تهكمات أضحكت علينا الآخرين.