..
لم تنجح الطالبة وفاء في دخول قسم اللغة الانجليزية، فاضطرت لدخول قسم آخر على أمل التحويل في الفصل التالي لكن مساعيها لم تنجح فالتحقت باللغة العربية لكن لم تجد نفسها فيها فحولت لكلية التربية الأسرية بالكلية الجامعية بالقنفذة ، رغم أنها لا تناسب ميولها لكن كانت الخيار الوحيد، بعد ذلك التحقت بالدبلوم العالي للتربية الخاصة بجيزان لمدة عامين، ثم عادت للقنفذة لتلتحق بروضة خاصة لتدريس ذوي الاحتياجات الخاصة، لكنها تعرضت لظروف أجبرتها على تقديم استقالتها بعد أن تركت بصماتها على الأطفال، وهنا كانت نقطة تحول في حياة الشابة وفاء الكديسي..
..
حيث عرضت عليها إحدى الأمهات رعاية طفلها في منزلها، فقامت وفاء بتخصيص غرفة خاصة وجهزتها بالأجهزة والأدوات اللازمة لرعاية هذه الفئة، رغم أنها واجهت معارضة كبيرة من والدها بسبب صعوبة التعامل مع الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة وحساسية الأمر، لكنها قررت خوض التجربة مع هذا الطفل، الذي قادها لاستقبال المزيد من الأطفال حتى وصل العدد إلى ٣٥ طفلًا مستعينةً بالمزيد من المعلمات واخصائيات التخاطب ، وهنا تحول الوالد المعارض إلى داعم كبير بعد أن شاهد بعينيه النجاح العظيم الذي حققته ابنته متمثلًا في سعادة الأطفال وامتنان آبائهم العظيم الذي كانوا يعبرون عنه بصورة مباشرة كلما جمعهم لقاء بالشيخ جابر الكديسي...!
..
وهنا لمعت في ذهن وفاء المتوقد فكرة إنشاء مركز رائد في محافظة القنفذة لرعاية هذه الفئة الغالية ، وبعزيمة لاتلين تجاوزت وفاء جميع العراقيل التي وجدتها في طريقها وعلى رأسها مواصفات المبنى والتصريح واشتراطات اللجان والإجراءات الطويلة والمعقدة بالإضافة للالتزامات المادية الباهظة لتجهيز المبنى والكوادر البشرية المتخصصة ، وكل ذلك أصبح هينًا بعد الاصطدام بأزمة كورونا الخانقة التي كادت أن تقضي على مشروع وفاء، لولا إصرارها على الدفاع عن حلمها واستماتتها في سبيل ذلك ، تزامن ذلك مع دعم والدها الكبير الذي وصل به الأمر لمقابلة الوزير شخصيًا للحصول على التصريح ، حتى أبصر مشروعها النور ، وأبصر معه أكثر من تسعين طفلًا من ذوي الاحتياجات الخاصة خيوط الأمل في حياة أفضل يليق بهم، ويرضي تطلعات والديهم..
..
يخدم مركز الوفاء للرعاية النهارية عشرات الأطفال الذين يتوافدون عليه حتى من خارج المنطقة بعد أن حقق سمعة كبيرة في مجال إعداد الأطفال وتدريبهم وتأهيلهم وتعليمهم بأحدث الطرق وأكثر الأجهزة والأدوات تطورا ..
كيف لا وقد حصل المركز على تقييم +A مرتين متتاليتين من وزارة الموارد البشرية والتنمية الإجتماعية..
..
تدير الشابة المثابرة وفاء الكديسي اليوم مبنى من أربعة طوابق يقدم خدماته المميزة لمرتاديه ، وتسعى جاهدة لافتتاح مركز آخر خاص برعاية الذكور من ذوي الاحتياجات الخاصة..
رافضة مبدأ الشراكة مع أي جهة أخرى لأنها ترى أن قلبها النابض لازال فيه متسع لاحتضان المزيد من الأطفال....
التعليقات 1
1 pings
أم عبدالملك
2021/06/22 في 9:10 م[3] رابط التعليق
كاتبة فذة تناولت الحديث عن احدى السواعد الشابة المتوقدة بارك الله فيك تحدثت فأجدت في نقل صورة ثلاثية الأبعاد لطموح لايعرف اليأس والاستسلام لابنة المحافظة الشابة الصاعدة وفاء الكديسي وفقها الله وأكثر من أمثالها وأعانها على خدمة هذه الفئة الغالية على قلوبنا من أبناء وبنات الوطن
(0)
(0)