قنوات تشتغل صباحاً ومساء لأجل الهلال، ولم تكتف ليلة التتويج بحضور رئيس رابطة دوري المحترفين ورئيس الاتحاد ومن قبله وزير الرياضة وأميرها.
هذا إذا ما رجعنا بالذاكرة القريبة للتويج الآسيوي في قلب العاصمة والذي قامت به هيئة أخرى لا علاقة لها بالرياضة، بشكل لم يسبق له مثيل في عالم التكريمات والاحتفاء بالنجوم.
فضلاً عن عناوين الصحف وهي تزين صفحاتها الأولى باللون الأزرق الذي غطى على كل ألوان الحياة وأخبار السياسة والاقتصاد.
ولم ينته الفرح هنا بل لاحق المسامع حتى في الطرقات فتكاد لا تفتح مذياع سيارتك إلا وأغاني الهلال تحاصرك من كل اتجاه، فضلاً عن خبر التتويج الذي يتصدر أخبار النشرات المتعاقبة.
فهل يعتقد البعض أن تسمية الهلال بأمر ملكي له علاقة بكل هذا الشغف والميلان نحو اللون الأزرق، أم أن لتواجده في قلب العاصمة دورا في ذلك، أم مكان ومكانة رؤسائه الاجتماعية وأعضاء شرفه الكبار على مر السنين هي ما جعلت الأنظار عليه دون غيره؟
كل الأسئلة السابقة وأجوبتها قد تدور في أذهان مشجعين، غسل بعض الإعلام المتعصب أدمغتهم فأعماهم عن رؤية ما يحدث في ميادين كرة القدم من إبداعات وإنجازات، فالهلال لم يكتف ببطولات محلية تصدر أرقامها، وإنما حقق الزعامة على مستوى القارة وصار بين كبار أندية العالم باحترافية عمل عالية لا تعرف ولا تعترف بالضجيج.
فريق يحقق آسيا ثم يعود ويحقق كأس الملك وبطولة الدوري في فترة زمنية صعبة لظروف الجائحة التي لم تثنه عن صدارة الدوري الذي يليه والتتويج باللقب للمرة الثانية على التوالي والمرة الرابعة خلال خمس سنوات والسابعة عشرة منذ انطلاقة الدوري إضافةً لتاريخ مرصع بالذهب أوصله لزعامة مستحقة قدرها اثنتان وستون بطولة منها سبعٌ خارجية فرضت على كل الأجهزة المعنية بالوطن أن تحتفي بهذا الهلال.
إذاً الهلال فعلاً هو فريق الحكومة ولكن ليس بمنظور من يقول إنها تجامله وتدعمه وتحابيه عن غيره، وإنما هو فريقها الذي يشرفها في المحافل ويرفع اسمها كل مرةٍ في منصات الذهب، لذلك من الطبيعي أن يفرح الجميع مع من يصنع لهم السعادة.
والحقيقة تقول والواقع يؤكد أن كل الأندية فرق حكومية وستتعامل معها كل الجهات بنفس القدر من الحب والتقدير متى ما استطاعت أن تصنع الإبداع والإنجاز على أرض الملعب ببطولات حقيقية وليست مجرد كلمات على القنوات ودغدغة المشاعر بخربشات على ورق الصحافة لا تتجاوز التشكيك وادعاءات المظلومية التي ملّ حتى العشاق من سماعها.
توقيعي
تستطيع الانطلاقة نحو المقدمة حينما تعترف بالمكان الذي توقفت عنده.