سيطرة زرقاء وسطوة قوية على معظم البطولات بفارق شاسع، فاثنتان وستون بطولة، عدد (الدوري) منها يفوق مجموع بطولات الفريقين الأقرب لمنافسته، مما يجعل الجميع يتساءل عن هذا الهلال وما هي خبيئته، التي جعلته متقدماً كماً وكيفاً على منافسيه.
منذ انطلق هذا الهلال وبهذه القوة والشراسة نحو المنصات وردة فعل مَنْ لا يستطيع مجاراته تحوم حول التشكيك في نزاهته، فتارةً يتهمون الحكام وإن كانوا أجانب، بينما لم تسلم من غمزهم وهمزهم لجان المسابقات والاحتراف والرابطة، واتحاد اللعبة من ساسه لرأسه.
سنوات وتلك العقليات تملي على الشارع الرياضي تلك الشعارات، التي -وللأسف- قد نجحت بتكرارها وتكريسها في تفويت انتقاد أنديتهم صاحبة النفس القصير مما أبقى لهم قاعدة جماهيرية متسلحة بالصبر على متاعب (تخبيصات) فنية وإدارية متعاقبة تراها وترضى بها، فمع كل إخفاق لهم يتم لوي الأعناق عنه وتصويب الوجهة للهلال البطل بالقدح والشتم والتشكيك والتخوين لكل مَنْ يعمل في رياضتنا بأنهم وجدوا لأجل الهلال وليس لرياضة البلد.
فبرغم ترؤس اتحاد القدم ولجانه أشخاص أثبتت الأيام فيما بعد أن ميولهم لا تمت بصلة للأزرق، فمنهم مَنْ ترأس وعمل بأندية منافسة له، ومن الحكام مَنْ صار محللاً متخصصاً لمحاربة الهلال رغم أنه يوماً كان يحمل صافرته لتحكيم مباريات مصيرية الأزرق طرفٌ فيها.
هنا لا نتهم أولئك المنتمين حالياً لأنديتهم عملاً أو تشجيعاً بأنهم كانوا يعملون بدون ضمير في المهمات الموكلة لهم، لكنهم بكل تأكيد كشفوا للمشجع البسيط أن الهلال كان متهماً بريئاً وضحية لإعلام لم يستطع أن ينتقد كيانات تقف وراءها الرموز، فلجأ لتشويه الهلال وبطولاته.
لن ننكر بأنهم نجحوا في رحلة التشويه، التي أفشلت أنديتهم وجعلتها حقلاً للتجارب يأتي مَنْ يأتي، ويرحل مَنْ يرحل دون أن يكترث رغم الدعم من الهزائم وخسائر البطولات، لأن وراءه جيشا إعلاميا غسل أدمغة جماهير لم يعد حديثها إلا نسبة انتصارات الهلال للتحكيم واللجان.
بعد اختفاء الرموز والقرب من الخصخصة ووعي الجمهور المتزايد بدأت تنكشف الحقائق بأن الهلال يعمل لأجل الكيان دون رمزية لرئيس أو لاعب أو مدرب، فمَنْ يحترم النادي له الاحترام، ومَنْ يخرج عن نسق المنظومة فلا ضير أن يتم توديعه دون خشية عواطف المدرجات.
مع بطولة الهلال الأخيرة استفاق الشارع الرياضي واعترف بأن الهلال نموذج شوهوه دهراً ليبقوا بإخفاقاتهم كباراً في قلوب محبيهم، لذلك الكل بارك له إلا قلة مازالت تعيش الوهم، الذي لن يجني لها من الكلام الذهب.
توقيع
لو بكل شوكة رميتها بطريق الناجحين أضاءت لك شمعة، لتربعت معهم على كل القمم.