وعاد شهر الخير من جديد بشيء من طلته القديمة التي لا تشبه سنة كورونا الفائتة التي عشناها وكأنها سنوات وليست سنة واحدة، قضيناها نهاراً بين جدران أربعة وفوق أسطح المنازل ليلاً دون أن تتحرك كرة القدم من مكانها أو تُنفض شبكة طائرة من غبارها.
بينما هذا العام وبحمد الله عدنا تدريجياً لحياتنا الطبيعية رغم أننا ما زلنا نحتاج فيها للكمامة والتباعد وضرورة أخذ اللقاح، ولكن الغريب بعودتنا هذه والمختلفة عن سنوات مضت هي عودة الاختبارات للطلاب والدوري للمحترفين مما يجعل الأسرة السعودية في حراك كبير لا يقل عن حراك المطابخ وسوق السمبوسة الذي لم نكن نعتاد إلا عليهما برمضاناتٍ سابقة.
وبما أن جولات الحسم بدورينا باتت أكثر قرباً إلا أنني أتحدى أي فريق من متنافسي الصدارة أن يراهن على فريقه أن يحقق اللقب، وكذلك فرق المؤخرة لا أحد يستطيع أن يطمئن لنتائجه ليقول إنه قد نجا.
والسر في هذا العبث بنفسيات جماهير الأندية هو صيام مهاجمي الفرق الكبيرة عن تسجيل كل فرصة متاحة بدءًا من قوميز وليس انتهاءً بحمدالله والسومة.
بينما مدافعو فرق المؤخرة فتحوا أبواب أنديتهم على كل مصاريعها لمن يرغب التسجيل.
باختصار دورينا هذا العام غريب وغريب جداً لدرجة أن هواة التوقعات أعلنوا عجزهم التام.
والسؤال الذي يطرح نفسه في شهرنا الكريم وما بعده هل سيستمر تأرجح المستويات أم سينفرد أحد الثلاثة بالصدارة ليغرّد مهاجموه خارج سرب الخسائر والتعادلات أم سنبقى ندور في فلك (اللعب بالأعصاب) حتى يفاجئنا الموسم بأنه انتهى والبطل ما زالت ملامحه بدون أية ملامح.
توقيعي
اللهم كما بلغتنا رمضان فأنعم علينا بتمامه ونحن وقيادتنا بأمن وأمان في وطن الخير والإيمان.