نؤمن بأن لكل إعلامي رياضي ميوله الخاصة فمنهم من تطغى عاطفته على عقله فتتلوث عقليته «أحياناً»، فيقضي كل أيامه مطارداً للمتابعين المتشنجين، وقارئاً جيداً لتعليقات فئة «سنايدي، واجلد، وأنت كفو» وغيرها من كلمات يشوش لها رأسه، فلا يجد أمامه بداً من استمرار واستمراء التعصب ونفث سموم الحقد والكراهية والتشكيك هنا وهناك بمناسبة وغيرها ويسقط على أندية لا علاقة له بها إلا أنه لا يشجعها.
مثل هؤلاء لا يبحثون عن «العقلاء» باختلاف عواطفهم ظناً منهم بأنهم قلة لا يشبعون نهمهم في الشهرة، لذا نجدهم يتقوقعون بمنظر يدعو للشفقة حول مراتع التعصب التي لا تملك من الطبيعة سوى لون واحد، بينما الحقيقة التي أزالت الأيام اللثام عنها تقول بأن العقلاء وتأثيرهم على مداد الوطن أكثر بكثير من فئة «اجلدهم».
ويظهر ذلك جلياً حينما يمر أحدنا بأزمة سقوط أو مرض لا سمح الله أو لحظة اعتذار إجبارية ـقد يتعرض لها أيٌ مناـ فإن فئة «اجلد» حينها تختفي من الواقع و«المنشن» الافتراضي، ولحظتها لا يبقى شامخاً واقفاً رغم الظروف إلا من اشترى كرامته ومهنته ومنح اسمه وقلمه وكلمته «للعقلاء» بمختلف انتماءاتهم فهم الأكثرية فعلاً، والمواقف الصعبة تظهر الأرقام الحقيقية التي لا زيف فيها.
الإعلامي علي الزهراني المعروف بأهلاويته من الفئة الذين خاطبوا بقلوبٍ بيضاء عقلاء المتابعين بمختلف مشاربهم، وتركوا عنهم التعصب الذي يدعو للكذب أحياناً والتمثيل كثيراً، فكان النتاج حين أعياه المرض وأدخله غرفة العمليات مئات الآلاف من الدعوات دون أن نقرأ أو نسمع من أحدهم دعوة كارهة أو كلمة شامتة قد ينالها من يبحث عن كم المتابعين لا كيفهم.
ختاماً نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفي أبا نواف ويحفظه لأهله وكافة محبيه.
توقيعي
الإعلام فضاءٌ يمنحك أوكسجين «الحب»، حينما لا تنفث فيه كربونات «الكراهية».
@shumrany