ثقلٌ عجيب يحيط بي ، الاصوات تخفت من حولي شيئاً فشيئاً كأنني أهوي في قاع بئر ، يتسلل خدر وبرودة غريبة إلى أطرافي ، لم أعد اسمع سوى صوت تخبط قلبي ، كأنه يطلب النجدة ، في حالة غريبة تخرجني مجبرةً - أو تكاد- من عالم الإدراك إلى عوالم أخرى أجهلها ، لكنني أبقى معلقة بين العالَمَين ، لست في عالمي ولم أصل للعالم الذي تحاول هذه الحالة الغريبة إيصالي إليه..
معلقة في اللاعالم ، في اللاشعور ، -أو ربما لاينبغي أن أقول عنه اللاشعور - لأنني أشعر بالعدم ، أشعر بالفراغ كما لو كنت معلقة بالفضاء بلا اكسجين ولا جاذبية ، أشعر بالسوء حيال هذه الحالة المجهولة التي تسحبني نحو مجهولٍ أعمق ...
لازال قلبي يحاول الإستغاثة لكن لا شيء يستجيب ، لايزال الخدر يتسلل إلى جسدي ، راسي اصبح ثقيلاً إلى حد استنفاد طاقة كتفاي لِـحمله ، إنني أهوي إلى قعرٍ ما لكنني لازلت واقفة !!
لم أعد أشعر بشيء سوى الخوف الذي يدب سريعاً نحو ضربات قلبي المستغيثة ، ودمعةٍ تسللت بعجز وحيرة ، سقطت مثلي نحو هذا العمق المجهول ، الهوّة التي لم أصل إلى قعرها رغم استمراري بالسقوط وكأنني في العدم ، في اللامكان ..
أحاول تحريك يدي لأمسك أي شي قد يعيدني إلى عالمي ، أرى يدي تتحرك لكنني لا أشعر بها وكأنها يد كائن آخر ليس أنا ..
أنا هنا !! في اللاوجود ، في العدم المحض ، آخر فكرة تتدفق إلى عقلي تحاول طمأنتي بأنني فقط - على قيد إغمائة- وسوف أعود ...