تشرفت ذات ليلة رمضانية قبل عقدين من الزمن بعمل أول لقاءاتي الصحفية مع الكابتن عبيد الدوسري في بيته بمكة المكرمة من خلال جريدة الوسط الرياضي التي يرأس تحريرها آنذاك الأستاذ محمد القدادي، وكان لنا السبق في وضع النقاط على حروف انتقاله وأسرار الملايين.
انتقل بعدها ثم غاب طويلاً ولم يتذكره للأسف إلا قلة من بينهم -على حد قوله- سامي الجابر وحسين عبدالغني وناصر الشمراني وحاتم خيمي، أما المتنافسون عليه من أصحاب الملايين فنسوه أو كادوا حتى أعادتنا إليه صحيفة اليوم، بميدانها الرياضي، فشكراً لهم وللمحاور عبدالله غزال في انتقائيته المفعمة وفاءً.
المهم الآن والأهم ماذا كشف لنا الحوار من أسرار النجم التي لا تسر جمهوراً ولا مسؤولاً، فقد تبخرت الملايين وصار غاية ما يصبو إليه توفير باقة إنترنت لتعليم أولاده في المنصة.
السؤال: أين جمعية ماجد عبدالله عن لاعب يصارع الحياة لوحده بعد أن كان يصارع الخصوم لأجل تسجيل هدف يحقق به انتصاراً يفرح به البلد بأكمله.
باعتقادي آن الأوان أن يجد عبيد الدوسري من يقف بجانبه ويرسم لأولاده فرحاً يفوق أفراحاً رسمها لنا والدهم من خلال كرة القدم التي تأخذ ولا تعطي أحياناً.
اللاعبون الذين لحقوا شيئاً من زمن الهواة على بعض الأنظمة أن تتجاوز عن بعض آلياتها لتوفير المسكن والعيش الهانئ لهم، لعلمنا بأنهم ضحوا بدراستهم ووظائف كانت متاحة لهم لأجل رياضة البلد والنهضة بها قبل اكتمال عصر الاحتراف.
ولن نستغرب على مؤسسات البلد الرسمية والمجتمعية أن تتحرك لتقديم الفرح لعبيد وأسرته في صورة دعم كريم لا يخدش حياء شخصيته المحترمة جداً.
وختاماً على لاعبي الملايين من هذا الجيل أن يفكروا بمستقبلهم المادي والحياتي قبل إصابة -لا سمح الله- قد تبعثر عليهم الصحة والطموح كما فعل الرباط الصليبي بعبيد الدوسري.
توقيع
صناعة الفرح فن لا يجيده إلا نخبة تملك مع المال قلوباً نقية.