وما زال الأهلي عنواناً للصبر، ففي عز الانكسار يبدو عند محبيه وكأنه سيد الساحة لذلك تجدهم (كبرياءً) لا يستطيعون توجيه اللوم لمن يستحقه ـ من أولي القربى ـ ظناً منهم أن ذلك سيشمت فيهم غير المحبين، مما أعطى بعض إداراتهم ولاعبيهم مساحةً للخطأ والوعود وعدم الوفاء أحياناً دون محاسبة إعلامية وجماهيرية لما يحدث من هدر تجاوز ضياع الأهداف والفوز والبطولات.
جميلٌ هذا الكبرياء فهو مشتقٌ من الرقي الذي تعودوا عليه لذلك ارتبط في أذهاننا لقب (الراقي) بالأهلاويين منذ عرفنا كرة القدم حتى حل عليهم زمانٌ ظنوا نكستهم من ذلك، فقرر بعضهم الخروج من عباءة الهدوء فاستبشر العشاق خيراً بأن يصلح الله حال البطولات فقد كانوا في كل موسم قاب قوسين أو أدنى منها ولكن المحصلة لا تتجاوز بطولات بعضها لا يرضي طموحات الكبار.
بعدها استطاع هؤلاء أن يأخذوا معهم الجمهور في مركب قوي ينتقد صباحاً في الورق ومساءً في الفضاء حتى كاد يختفي اللقب منهم في زحمة هجومهم تارةً على الحكام وأخرى على الفرق المنافسة بتشكيكاتٍ لم يسلم منها إلا قلة في وسطنا الرياضي.
ونسأل اليوم ماذا حققوا بعد توديعهم للمثالية التي كانت تميزهم عمن حولهم؟
لن أجيب عن سؤال سهلٍ هكذا لكنني سأقدم نصيحةً هي ما ستأتي بالذهب لهم أو ـ على الأقل ـ تبقيهم كما عرفناهم من ذهب، وهي إما العودة للهدوء والرقي ولعل الله أن يرزقهم على نياتهم ببطولات بحجم الدوري وآسيا أو أن تكون قوة نقدهم وحدته لمن يخذلهم في ناديهم كائناً من كان، فليس هناك لاعب أو عضو شرف أو إدارة فوق الكيان ويبتعدون عن الحكام والماضي والتشكيك ببطولاته ليعيشوا يومهم (لهم) بعيداً عن مماحكة المنافسين، فكما أن الماضي لا يصنع للحاضر مجداً فإنه أيضاً لا يسقط أحداً من قمة عرشه.
توقيع
القمة تتسع لمن لا يخشى الزحام.