حقق الهلال بطولاته (الثقيلة) من آسيا ودوري وكأس ملك ليس فقط لوجود أعضاء داعمين، وليس بفضل لاعبين مؤثرين، وربما لم يكن هناك أي أثرٍ للجمهور، الذي كان يهتف وقتها في كل المدرجات باسم الهلال، وإنما كان خلف تلك المنجزات رجلٌ واحدٌ عظيم اسمه (رازفان)، الذي حبس أنفاس القارة بتكتيكاته المذهلة، التي لا تعتمد على أسماء اللاعبين ولا إمكاناتهم.
لذلك وبعد موسمين لم تُجدّد الإدارة دماء لاعبيها؛ لأنها مازالت تمتلك سلاحها الأقوى، الذي لا يحوجها لأحد، فرغم كل العروض إلا أنها نجحت بالتمسك بفلتة زمانه، الذي لا يتحمل الخروج من كأس الملك على يد الفتح، ولا يتحمل أول هزيمة بالدوري من الوحدة، التي تتابع بعدها التفريط بالنقاط بشكل رهيب، مع كامل براءته من ثلاثية السوبر، التي نبارك لمَنْ ذهبت إليهم بمدرب طوارئ لا يشبهه أبداً.
فإن يتأخر بهدف كان يمكن تعديله، ويُخرِج صانع ألعابه المحترف ثم يفرّغ دفاعه من أحد قلبيه ليرمي بمهاجمَين حجّمَ وقلّل ممن يصنع لهما يُعد كامل الدهاء المقترن بالشجاعة، أما العبقرية والاحترافية في القراءة، فهي حينما يتأخر ببعض مبارياته ثم يعيد سالم الدوسري مفتاح الفوز الأول بالسعودية ظهيراً أيمن.
أما حكايته مع (التدوير)، فأظنه فنا كنا نقرأهُ على الورق أما مع رازفان فأصبح نهجا إبداعيا لن تُفوّت كثير من الأكاديميات الدولية تدريسه لتلاميذها.
احتراماً لمَنْ يرغب في استمرار رازفان بملاعبنا سنتوقف عن تناول سيرته ومسيرته هذا الموسم -بالتحديد- حتى لا نُحدث شرخاً في علاقته بريال مدريد وتوتنهام، فربما بسبب غيرة مورينيو وزيدان يكون بديلاً لأحدهما إن فرط فيه الهلال لا سمح الله.
ختاماً يحق للجماهير الزرقاء العاشقة للكيان أن تسأل من المتمسك بهذا المدرب بكل بسالة (كريري أم ابن نافل)..؟
حتى يذهب شكرهم مباشرةً للإداري صاحب بُعد النظر، الذي حافظ على هذا الكنز الفني كل هذه الفترة..!
توقيع
نجاح مجموعة بوقتٍ ما، لا يعطي حق التمسك بأحد أفرادها حينما يفشل.
shumrany@