عام جديد يضاف إلى التاريخ المجيد للوطن، وصفحة مضيئة تضاف إلى سجل حافل بالإنجاز والخير والسلام، وذكرى جديدة لتوحيد هذا الكيان العظيم على يد المغفور له – بإذن الله – الملك عبدالعزيز – طيب الله ثراه، تعيد إلى الأذهان عظمة الإنجاز، الذي تم بفضل الله وقوته على يد المؤسس البطل ورجاله المخلصين، ويجسد نعمة لم شمل هذه البلاد تحت راية التوحيد في الأرض التي انبثق منها نور الإسلام وحملت رسالته الخالدة إلى البشرية.
يشكل يومنا الوطني مناسبة مهمة نتذكر فيها نعم الله علينا، ونحن نرى وطننا الكريم يرتقي كل يوم إلى مزيد من التطور والنمو في مختلف الميادين العلمية والاقتصادية والثقافية والحضارية، ويقدم تجربة تنموية فريدة، ليس فقط لما حققته من مستويات قياسية من التقدم، ولكن أيضاً لما استندت إليه من قيم إنسانية وحضارية غرست روح الانتماء للوطن في نفوس المواطنين جميعاً.
إن اليوم الوطني يذكرنا أن التضحيات العظيمة والعطاء اللامحدود هي طرق تحقيق الأهداف، فبعد التوحيد، بدأت على أرض هذه البلاد قصة مسيرة تنموية شاملة في بلاد افتقدت في البداية للثروات الطبيعية ولكنها كانت غنية برجالها لتصبح الصحاري القاحلة ميداناً لنهضة تنموية شملت جميع القطاعات والمجالات التعليمية والصناعية والزراعية والخدمية، وجعلت المواطن السعودي هدف هذه التنمية، ورسمت معالم حضارية جمعت بين أصالة التراث وديناميكية الحاضر ومتغيراته، كما تهيأت للمستقبل ببصيرة نافذة تستشرف الآفاق وتستنير الطريق.
وفي العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وبدعم ومؤازرة سمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان – يحفظهم الله- استمرت المسيرة الخيرة تطرق كل أبواب التقدم والتطور النمو في مختلف المجالات وتحقق إنجازات تنموية كبيرة، وعملت على الأسس الثابتة التي قامت عليها هذه البلاد المباركة من التمسك بكتاب الله وهدي نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وحفاظاً على وحدة البلاد وتثبيت أمنها واستقرارها، وعملاً على مواصلة البناء وسعياً متواصلاً نحو التنمية الشاملة وتوظيف إمكانات بلادنا وطاقاتها لتحقيق مستقبل أفضل للوطن وأبنائه مع التمسك بعقيدتنا الصافية والمحافظة على أصالة مجتمعنا وثوابته، وتحقيق العدالة لجميع المواطنين، وإتاحة المجال لهم لتحقيق تطلعاتهم وأمانيهم المشروعة في إطار نظم الدولة وإجراءاتها.
وقد تعززت مكانة المملكة عربياً وإسلامياً وفي المحافل الدولية، وواصلت جهودها الخيرة في دعم السلام العالمي، ونصرة القضايا الإنسانية العادلة، وتعزيز دور المنظمات العالمية. وأكد هذا العهد الزاهر التزامه بجملة من المرتكزات والثوابت التي ميزت سياسته الخارجية دائماً وأهمها الالتزام بالمعاهدات والاتفاقيات والمواثيق الدولية واحترام مبدأ السيادة والرفض الكامل والحاسم لأية محاولة للتدخل في الشؤون الداخلية والدفاع المتواصل عن القضايا العربية والإسلامية والسعي الجاد لتحقيق التضامن العربي والإسلامي من خلال تنقية الأجواء وتوحيد الصفوف ومواجهة المخاطر والتحديات المحدقة بهما فضلاً عن السعي لتحقيق الأمن والاستقرار في العالم ورفض أية ممارسات تهدد الأمن والسلم الدوليين.
والتزم هذا العهد الزاهر بمكافحة التطرف والإرهاب بجميع صوره وأشكاله والتصدي بكل حزم لمنطلقاته الفكرية وتوضيح مخاطره ومحاولاته الخبيثة زعزعة الأمن والاستقرار في مهبط الوحي ومهوى أفئدة المسلمين.
وأكدت قيادتنا الرشيدة أن المواطنين سواء أمام الحقوق والالتزامات والواجبات ودعت إلى نبذ أسباب الفرقة والانقسام وشق الصف والمساس بالوحدة الوطنية.
وعلى الصعيد الاقتصادي، حقق هذا العهد الزاهر خطوات واسعة ومتسارعة في مجال الإصلاح الاقتصادي، ونجحت رؤيته السديدة في تثبيت دعائم الاقتصاد من خلال تنويع القاعدة الاقتصادية، وواكب ذلك تعزيز التنمية البشرية والاستثمار في رأس المال البشري. وقد أثبت الاقتصاد السعودي متانة الأسس التي يعتمد عليها في وقت يعاني فيه كثير من دول العالم ركوداً واضحاً وأزمات اقتصادية كبيرة.
وأقر مجلس الوزراء رؤية المملكة العربية السعودية 2030م التي ستحقق– بمشيئة الله – التقدم والازدهار لوطننا الغالي.
وتنطلق أهمية هذه الرؤية من أنها حشدت قدرات وإمكانات الوطن وأبنائه لمواجهة التحديات التي رصدتها بشفافية والاستفادة من الفرص بالشكل الذي سيحقق – بمشيئة الله – مستقبلاً أفضل للوطن وأبنائه مع التمسك بعقيدتنا السامية والمحافظة على أصالة مجتمعنا وثوابته.
كما تعبر الرؤية عن طموحات المواطن وقدرات الوطن، وتحمل أهدافاً طموحة ستتحقق بفضل الله ثم بفضل ارتكازها على مكامن القوة في بلدنا الغالي وأهمها العمق العربي والإسلامي وقدراته الاستثمارية الضخمة وموقعه الجغرافي الاستراتيجي.
ووفر هذا العهد الزاهر كل الإمكانات والمتطلبات اللازمة لرفع جودة التعليم وزيادة فاعليته ورفع مستوى منسوبيه وإكسابهم المهارات المطلوبة، وواصل تقديم الدعم المادي والمعنوي الكبير للتعليم.
وواصلت القيادة الرشيدة تقديم الدعم المادي والمعنوي الكبير للتطوع واستثمرت وزارة التنمية و الموارد البشرية هذا الدعم في تحقيق إنجازات متميزة ونجحت في الارتقاء الكمي والنوعي بالمؤسسات التطوعيه من خلال رفع كفائتها الداخلية والخارجية وزيادة الاهتمام بالجودة التطوعيه والتوسع في الخطط التطوعيه التي تحتاجها مسيرة التنمية.
وفي الختام أدعو الله العلي القدير أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، وأن يديم على بلادنا أمنها واستقرارها وعزها في ظل القيادة الحكيمة لحكومتنا الرشيدة .. إنه نعم المولى ونعم النصير.
رئيس فريق الوفاء التطوعي :
أ.مشاري مسفر العامري