استطاع الهلال أن يعيد للرياضة السعودية المجد الآسيوي ويرسم في كل أرجاء الوطن الفرح بلغة البطولات من خلال تحقيقه دوري أبطال آسيا بعد ابتعاد امتد طويلاً لمنتخباتنا وأنديتنا عن المنصات الكبرى.
تحقق الحلم السعودي بثوبٍ أزرق احتفل به الجميع بطريقة استثنائية كان بطلها هيئة الترفيه، ولا ندري لو لم تكن الهيئة قد بادرت فهل كان شيء من ذلك الفرح الكبير سيسطره الهلاليون لصناع المجد..؟
أسأل وفي فمي ماء؛ لأنني أعرف ثقافة الهلال، التي لم تعد تلقي للفرح بالاً رغم أن ذلك من حقهم، خاصةً أنهم يبذلون عملاً جباراً يوازي أحياناً عمل ثلاثة أندية مجتمعة على الأقل.
دوري استثنائي آخر باسم (الأمير محمد بن سلمان) وموسم صعب ونادر إلا أن تحقيقه لم يحدث ضجة بالبلد، ولم تراق دماء البعارين له، ولم تكتض محلات الحلويات لشراء التورتات الزرقاء، ولم نسمع ضجيج الشيلات و اوووووه ياهلالي، بل مرت ليلة الحسم كسابقاتها رغم أن رئيسهم بدأ سعيداً بالمنجزين لكنه اصطدم بموت البقية سواءً إعلاما أو جماهير، فاكتفى بخمس تغريدات كتبها ونام.
من زاوية الهياط الزايد أنا معهم باعتدال الفرح دون مبالغات تخرج أحياناً عن النص لكن بالمقابل هناك فرح من نوع آخر لا يجرح مشاعر الآخرين ولا يخدش حياء الرياضة لكنه يحدث نشوة تعطي للبطولات حقها وتعطي للاعب قيمة إضافية، كما أنها تزيد من شعبية الفريق، خاصة عند النشء، الذي يجذبه الفرح أياً كان عنوانه.
قد يخططون لفرحة كبيرة ليلة التتويج بعكس ما نراه الآن من هدوء لكن ليالي العيد تبيّن من عصاريها، وأتمنى ألا يربط أحدٌ المسألة بكورونا فحتى الفرح عن بعد لم نره بمواقع التواصل بالقدر الذي صنعته بعض الفرق لأجل ثلاث نقاط.
كاد الفرح الباهت ينسينا المباركة للزعيم بالبطولة رقم 60، التي قد يعزو بعضهم أن هذه الكثرة أفقدتهم شيئاً من فرحتها لكن ذلك ليس عذراً لمَنْ لديه شعبية جارفة ويسعى للمزيد.
توقيع
لولا أنوار قصور الأفراح لما علمنا بأعراسها.
shumrany@
وفقاً لـ"اليوم"