الشخصية هي : حصيلة قوى الفرد الداخلية ومدى تفاعلها مع القوى الخارجية ، وهي خليط معقد يحوي العديد من المكونات والجوانب المختلفة : السمات ، العادات، الدوافع البيئية : الفطرية والمكتسبة ،بالإضافة إلى الميول والاهتمامات والعواطف .
الشخصية الإنسانية أمرها حير العلماء ؛ مما دفعهم للفضول وشغف البحث المستمر والجاد ؛ للغوص في أعماق محيطاتها ،إنها ظلمات بعضها فوق بعض ؛ فعكفوا كلٌّ في منارة مختبره؛ بغية تأسيس نظريات تسهم في كشف أسرار الشخصية وكيفية التعامل معها ، بقواعد ،وفنيات نفسية علمية بحته ،لا مجال للتجريب والاجتهاد فيها ، فالشخصية النفسية ليست لعبة، بل درة مكنونة حفظها الدين وحث على صونها ، وتوعد من تعرض لها بأذى.
ومن علماء النفس المشهورين الذين اهتموا بالشخصية الإنسانية العالم النمساوي
سيغيسموند شلومو فرويد ، حيث قسم الشخصية إلى ثلاثة أقسام :
( الهو ، الأنا ، الأنا الأعلى ) .
فالهو شخصية بدائية ، غير منظمة ، لاعقلانية، غريزية ، موجهة بطريقة خيالية( افتراضية) ، تسعى دائماً لتحقيق رضا الغرائز بتحريك السلوك من مبدأ تحقيق المتعة دون النظر لأي شيء آخر ، بمعنى لا تقيّم السلوك و لا يوجد لديها جهاز فلترة .
وحين تتعرقل في الحصول على تحقيق الرضا المطلوب ، يحدث التوتر ويظهر بشكل ملحوظ ؛ فلتأجا إلى الحيل الدفاعية
( ميكانزم الدفاع ) ؛ لتخفيف هذا التوتر مثل : العطس ، الوميض ) كردة فعل تلقائية ، لكنها في نهاية الأمر تصل لدرجة العجز في الوصول لإزالة التوتر والقضاء عليه ، وهنا لابد من البحث عن طريقة أخرى أجدر في التعامل في مثل تلك حالات ، ألا وهي ( الأنا ) وهو المنصف العادل صاحب القرار ،و المسؤولية العظمى ، دوره في هذه الحالة مساعدة الهو ، ومحاولة إرضاء صاحب القيم العليا ( الأنا الأعلى ) فيعكف على تنقية سلوك ( الهو ) ،
يصادر كل سلوك يتعارض مع القيم الدنية و المجتمعية ، مع غض الطرف عن باقي السلوكيات .
والجيد من السلوك يصعد به للأنا الأعلى أيضا بعد مصادرة السلوكيات الإيجابية الخارجة عن سقف القيم الموجودة في المجتمع.
فإن رضيا( الهو ، الأنا الأعلى ) بحكمه زال التوتر و تم التوصل إلى ما يسمى بسلامة الصحية النفسية لدى الفرد .
وإن حدث خلاف وعدم رضا وتمسك كلٌ برأيه حصل ما يسمى بالاضطراب النفسي ؛ نتيجة هذا الصراع الدائم ببن مثلث الشخصية.
بقلم
عمر عقيل المصلحي
ماجستير إرشاد نفسي
تعليم القنفذة